لقد مرت الأمة الإسلامية بحوادث زلزلتها زلزالاً، ولكنها ما لبثت أن استعادت توازنها وأعادت الكَرَّة على عدوها كما حصل تجاه التتار والصليبيين، والسبب أن المشكلة عند المسلمين لم تكن تمس الإسلام أو تصور تطبيق الإسلام، بل كانت ناتجة عن سوء تطبيق الإسلام مع الإدراك والتصور لهذا التطبيق، فرغم أن الولاة مثلاً كانوا يتصرفون في ولاياتهم كأنهم منفصلون بسبب صلاحياتهم الواسعة التي أدت إلى طمعهم واقتتالهم أحيانًا، إلا أنهم كانوا مرتبطين بالخلافة ولا يصير الواحد منهم واليًا إلا بموافقة ومباركة الخليفة، ولا يطبق أي واحد منهم قانونًا غير الإسلام مع وجود الثغرات والسقطات.