الشرطة في إزعاج الشعب
بقلم عبد الرحمن يوسف
 
 
ليس هذا العنوان على سبيل التندر أو الفكاهة، بل على سبيل الحقيقة، ولم يكن بناء على رأي شخصي أو معلومات مغرضة ( كما يقال )، لأن بعض المبررين كثيرا ما يقولون أننا نتجنى على السلطة، ونحمّل الأمور ما لا تحتمل. نعم ليس الأمر كذلك بل الخبر جاء بالأمس على موقع وكالة معا الإخبارية، حيث ذكرت في تقرير لها من سلفيت أن الشرطة تقوم بإزعاج المواطنين في تلك المدينة على مدار الساعة، بل إنها (الشرطة) تستخدم في ذلك مبان غير مرخصة ومخالفة لقوانين وزارة الحكم المحلي. وليس الأمر لأيام معدودة، بل مستمر منذ مدة طويلة, كما أنه ليس عملا فرديا لشرطي، بل تعلم به كل المستويات.
 
في مدينة سلفيت تقوم السلطة وأجهزتها الأمنية بالاعتداء على الناس بشكل فردي بالحبس دون وجه حق، لرجال لا ذنب لهم غير قول كلمة الحق، فلم يعتدوا على أحد ولم يزعجوا أحداً، ولم يشتك المواطنون من سلوكهم، بل هم محط احترام وتقدير كل من يعرفهم وحتى من يظلمهم. فالأستاذ شاهر عساف المعتقل لدى الأجهزة الأمنية في سلفيت للمرة العاشرة ظلما مدرس محترم، وحامل دعوة إلى خير الدنيا والآخرة، وليس له ذنب إلا أنه يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر بالكلمة والموعظة الحسنة.
 
قبل أيام رأينا كيف هبّت السلطة لنجدة يهود في إطفاء حرائق الكرمل المغتصبة، بل وكيف قام عباس شخصيا بتكريم المشاركين من الدفاع المدني في ذلك للتدليل على عظم المهمة التي زعم بأنها "إنسانية”، ونسي أو تناسى أن هذه الأرض مغتصبة وأن أصحابها المشردون منذ أكثر من ستين سنة يحلمون باستنشاق هوائها. وسمعنا عن شكر نتنياهو على المهمة "الإنسانية " والعاطفة النبيلة المتدفقة تجاه مغتصبي أرضنا ومقدساتنا وحقوقنا.
 
ألم يكن حريا بالسلطة وأجهزتها وشرطتها أن تظهر تلك العواطف الإنسانية تجاه شعبها في سلفيت، وترفع أذاها عنهم أفرادا وجماعات قبل أن تكون عواطفها النبيلة المتدفقة على أعداء الأمة والدين ؟؟؟ ألم يكن بوسع عباس أو من هم دونه من "المسؤولين" أن يلتفتوا لشكاوى المواطنين من الشرطة وإزعاجها للكبير والصغير، والمريض والسليم، فيرفعوا ظلمهم وأذاهم عن الناس ؟؟؟
 
إن هذه التصرفات مقابل تلك، تذكّر كل من يحاول النسيان بحقيقة هذه السلطة التي ما وجدت إلا لخدمة أعداء الأمة والسهر على حمايتهم، ولم يكن من أهدافها في يوم من الأيام خدمة أهل فلسطين أو حمايتهم، بل نجدها تقوم بكل ما يزعج الناس وتعتدي على حقوقهم وتثقل كاهلهم بالضرائب والمكوس التي تتفنن في تقنينها كل يوم بطريقة جديدة وأسلوب مبتكر، وهي في كل يوم تظهر للجميع انسلاخها عن أمتها وركونها إلى الأعداء، ونحن هنا لا يسعنا إلا أن نذكرهم بقول الله عز وجل،
 
{وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ}
 
20/12/2010