قد يكون من العبث محاولة إسقاط "تجربة العمل النضالي الفلسطيني" أو حركة التحرر الوطني، على تجارب الشعوب والأمم عبر التاريخ، فهي خاصة وفريدة في العديد من معالمها:
هي أول حركة تضع السلاح لتستلم الملفات التفاوضية من أجل تركيب سلطة تحت الاحتلال قبل أن تنفّذ مشروعها التحرري، الذي ادّعته، حتى صار طبيعيا أن يتحول اختصار منظمة التحرير فيها من (PLO) إلى (PNO) للتدليل على واقعها الصريح كمنظمة للتفاوض (Negotiations)، بدل التحرير.
وهي أول حركة تُجرِّم العمل الذي كانت تُنظِّر على أنه طريقها لتحقيق ذلك المشروع التحرري، فيصبح فيها الكفاح المسلح تهمة يتبرّأ منها أقطابها...