على مدى ثلاثة وعشرين يوما شاهد المسلمون صمودا من أهل غزة في وجه آلة الحرب اليهودية قل نظيره، وذلك بصدورهم العارية وبخفيف السلاح، وشاهد العالم إيغالا في القتل وسفكا لدماء الأطفال والنساء الزكية وهدما للبيوت والمساجد والمدارس على أرض غزة الأبية، في محاولة لكيان يهود، إخضاع أهل غزة لشروط استسلام وهدنة مهينة اتفقوا عليها مع حكام مصر وغيرهم من المتآمرين والأعداء، ثم أصاب الوهن كيان يهود، فكان حديثهم عن تحقيق الأهداف وإيقاف الحرب من جانب واحد، وخلال ذلك وبعده تتالت القمم والمؤتمرات في الرياض والدوحة وشرم الشيخ ثم الكويت، وتتابعت التصريحات الرنانة والمنازلات الكلامية، والمصالحات الموجهة من الأسياد، والتسابق في إيهام الشعوب