المهندس أحمد الخطيب
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين أنا لا أومن بالأخلاقيات الغربية التي تقول لا تقتلوا المدنيين أو الأطفال، ولا تدمروا الأماكن المقدسة، ولا تقاتلوا أثناء الأعياد ولا تقصفوا المقابر ولا تطلقوا النيران حتى يبدؤوا هم بذلك.... إن الطريقة الوحيدة لخوض حرب أخلاقية هي الطريقة اليهودية: دمروا مقدساتهم، واقتلوا رجالهم ونسائهم وأطفالهم ومواشيهم... فعند تدمير مقدساتهم سوف يتوقفون عن الاعتقاد بأن الرب إلى جانبهم. بهذه العبارات المقززة أجاب الحاخام مانيس فريدمان على سؤال عن كيفية معاملة اليهود "لجيرانهم" العرب، وذلك كما نشر على مجلة مومنت ( Moment ) الأميركية في عدد أيار 2009 ونقلت الخبر جريدة القدس بتاريخ 6/6/2009. يقال هذا الكلام "الإرهابي" من مواطن أمريكي أستاذ في معهد بياس تشانا في ولاية مينيسوتا الأمريكية، حيث طالب رئيس هذه الدولة التي ينتمي إليها هذا الحاخام، طالب رئيس السلطة الفلسطينية عندما زار واشنطن الشهر الماضي "أنه يجب على الفلسطينيين تحقيق مزيد من التقدم نحو تعزيز قواتهم الأمنية والحد من التحريض المعادي لإسرائيل الذي ينتشر في المدارس والمساجد". طبعا يدرك كل صاحب عقل أن كلام الحاخام عند أمريكا ورئيسها هو من حرية التعبير المكفول ديمقراطيا ودستوريا .. أما رفض الاحتلال فهو تطرف وإرهاب يوجب تحرك الأجهزة الأمنية لاستئصاله ولو سالت الدماء وقتل الأخ أخيه.. وقد يقول "متحذلق" أن هذا الكلام فردي، فنقول له بل راجع تصريحات الحاخامات في كيان يهود ستجد العجب العجاب وعلى سبيل المثال لا الحصر نُذَكر بكلام الحاخام مردخاي إلياهو كبير حاخامات "إسرائيل" السابق حيث حلل إبادة الفلسطينيين كواجب ديني، وأما الحاخام يوسف عباديا الرئيس الروحي لدولة يهود فقد وصف الفلسطينيين " بالحشرات والصراصير التي يجب أن تداس عليها" كما أمر بدفن جثث المقاومين الإسلاميين داخل جلود الخنازير لتنجيسها، وغيرهم كثير. لكن الأهم أن فتاوى الحاخامات توضع موضع التنفيذ عند الأمريكيين واليهود، فكيان يهود أقيم على أرض مغتصبة قتل وشرد معظم سكانها وهذا الكيان تاريخه حافل بالمجازر والإبادات الجماعية من مثل دير ياسين وصبرا وشاتيلا ومخيم جنين وأخيرا مجازر غزة، فيكافأ هذا الكيان من كبرى الدول الديمقراطية ( أمريكا، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا،..) بالدعم المادي والعسكري والقرارات الدولية بل وتسخير حكام المنطقة للجم كل من يعمل لمقاومة هذا الكيان فضلا عن ملاحقة كل من يرتب أوضاع الأمة لتتحرك جيوشها لاقتلاع هذا الكيان الغاصب الإرهابي. وأما أمريكا التي يريد رئيسها "المصالحة" مع المسلمين فإن المجازر الجماعية التي ارتكبتها قواته الغازية لبلاد المسلمين لا تقل فظاعة عن مجازر كيان يهود، فالقوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها والمليشيات التي أنشأها وقوات الحكومة العراقية التي أوجدها ودربها وسلحها وأشرف عليها قتلت حوالي مليون عراقي وشردت ملايين العراقيين في داخل العراق وخارجه، والقوات الأمريكية وحلفاءها قتلت وشردت ملايين الأفغان والباكستانيين، ولم يسلم الأطفال والنساء والشيوخ والأغنام والحجر والشجر والمساجد تماما كما طالب الحاخام الأمريكي اليهودي، هذا فضلا عن الممارسات اللائنسانية في سجون أفغانستان وغوانتاناموا وأبو غريب وغيرها. ومرة أخرى قد يقول مكابر للحس أن هذه الأمور قد حصلت في عهد الرئيس السابق بوش، فنقول له وهل الجيوش الأمريكية انسحبت من العراق وأفغانستان وهل توقف القتل والذبح أم أن أوباما قد أبقى وزير الدفاع السابق ليستمر في مجازره، ألم يعزز قواته في أفغانستان بآلاف الجنود لتذبح وتقتل وترتكب المجازر الجماعية، كما حصل في4/5 /2009 في إقليم بالا بولوك بولاية فراه، غرب أفغانستان، حيث قتلت الطائرات الأمريكية أكثر من مئة شخص معظمهم من النساء والأطفال، ثم بعد كل أعمال القتل التي تمارسها القوات الأمريكية والمجازر التي يرتكبها كيان يهود، يحدثنا أوباما عن الإبادة والمعاناة التي لحقت باليهود وأن هذا الشعب يستحق بناء على ذلك أرضا يقيم عليها دولته، وكأن الذي ارتكب الإبادة ضد اليهود هم أهل فلسطين أو غيرهم من المسلمين؟! أليس الغرب هو الذي لاحق اليهود في كل مكان، ألم تحافظ عليهم الخلافة الإسلامية وتحميهم من القتل والبطش، إذا لماذا تعطى لهم أرض فلسطين ويشرد أهلها منها، لماذا لم تعط أمريكا أو أوروبا جزءا من أراضيها لليهود!؟. يقول الكاتب والسياسي الألماني الدكتور يورجن تودنهوفر لتلفزيون ألماني ( المقابلة موجودة على You Tube) الحقائق التي لا يريد أن يسمعها أوباما والغرب عموما ولا من استقبل وصفق لأوباما في مصر، يقول الدكتور يورجن "لم يكن المسلمون من قتل 4 ملايين من البشر في الحروب الصليبية، ولم يكن المسلمون من قتل 50 مليون من البشر في حروب الاستعمار، ولم يكن المسلمون من قتل 70 مليون في الحروب العالمية الأولى والثانية، ولم يكن المسلمون من قتل 6 ملايين يهودي، كل ذلك كان حصيلة عدوان العالم الغربي"، وبعد كل هذا يحدثونا عن حرمة القتل وعن التطرف والإرهاب وعن السلام الذي يستلزم التنازل عن أراضينا ومقدساتنا وكراماتنا، وأن نقابل المجازر الجماعية التي ترتكب بحقنا من خلال المفاوضات والتسامح والتخلي عن "العنف"... ويصفون كل مسلم متمسك بدينه ويطالب بحقوقه ويدافع عن نفسه ويرفض الاحتلال بأنه متطرف وإرهابي يوجب التحالف ضده وتحريك الجيوش والأجهزة الأمنية لقتله أو سجنه أو تعذيبه في سجن أبو غريب وغوانتانامو والنقب والسجون السرية وفي زنازين المعتقلات المنتشرة في العالم الإسلامي ومنه العربي، وأما فتاوى الحاخامات عندما توضع من قبلهم موضع التنفيذ فهي دفاع عن النفس ونشر للحرية والديمقراطية... !!؟؟