لم تكن العلاقة بين الكنيسة الكاثوليكية ممثلة بالفاتيكان وبين يهود علاقة وردية ومزدهرة مثلما هي الآن، فلطالما حمّلت تلك الكنيسة اليهود –بزعمهم- "دم" عيسى عليه السلام، ولطالما كانت العلاقة بين النصارى واليهود علاقة ندية عدائية لا تلتقي لا في منتصف الطريق ولا في أطرافه مما دعا البابا سفرونيوس أن يطلب من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عندما تسلم مفاتيح القدس أن يكتب للنصارى عهداً بأن لا يساكنهم فيها اليهود (ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود) فكانت العهدة العمرية، ولقد أخبرنا المولى عزوجل عن الجدل الدائر فيما بينهم وتسفيه بعضهم لرأي بعض بقوله سبحانه (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ).