لم تتوقف جرائم القذافي عند حدود القمع والقتل ونهب ثروات ليبيا طيلة عقود من الزمان، ولا عند حد الاستخفاف بتاريخها وواقعها ومستقبلها، ولم يتوقف عند استخدام جيشه ضد شعبه، ولا عند استقدام مرتزفة لمحاربة رعاياه الآمنين! كل تلك الجرائم معلومة مشهودة في من نذر نفسه –وسخّر من تحته- لخدمة المصالح البريطانية والسياسة البريطانية.
لقد تمثّلت الجريمة الكبرى التي تسبب بها القذافي في تضييع "عذرية" الثورة عندما مهّد لدخول الأجنبي إلى حجرتها في بنغازي، وفتح له المجال ليسرح ويمرح تحت ذريعة حماية المدنيين، فيما هو ينتهك طهر الثورة، ويشتت جهودها، ويفرش بسطه للتسابق على اغتصابها، واحتضان ما يتمخض عن مخاضها.