بعد توريط حركة حماس في وحل السلطة الفلسطينية التي انبثقت عن اتفاقية أوسلو، في ظل سعي القوى الدولية للحصول على اعتراف بحل الدولتين تحت الشعار الإسلامي (بعد الاستخذاء الكامل للشعار العلماني)، تماشت الرموز الرسمية في حماس مع متطلبات المرحلة التي كانت سائرة في سياق خارطة الطريق الأمريكية، وباشرت مرحلة من تمييع الخطاب السياسي. ولكن احتدام الصراع الدموي على السلطة تحت وقع الخلفيات والخلافات الفصائلية، ومع محاولات أوروبا الجديدة للدخول على خط القضية عبر اللاعبين الجدد على الساحة الرسمية، أدى إلى تعطيل خطة أمريكا وعرقلة متابعة تنفيذ خارطة الطريق، وفشلت المحاولة السعودية الأولى في اتفاق مكة (شباط 2007) لتحريك مسار الحل السلمي بإشراك حماس. وبعد إراقة دماء أفراد الأجهزة الأمنية من فتح ورجالات السلطة في غزة، ردّت حكومة فتح بإراقة الدماء في الضفة الغربية وفي أقبية سجون السلطة، وصارت السلطة سلطتين، تسعى كل منهما إلى تحقيق الديمومة المالية والحضور الدولي والعربي.