مع تشكّل حكومة "إسرائيلية" أكثر تطرفا بالشراكة بين نتنياهو وليبرمان مطلع العام 2009، تكثفت النشاطات الاستيطانية في الضفة الغربية، وتهربت "إسرائيل" من كل محاولة أمريكية لدفعها نحو الانخراط الجاد في العملية السلمية، ولم يثمر الحراك السياسي الكاذب نحو السلام شيئا، ولم يتمخض عن الحوار الوطني أي فرصة لإعادة الالتحام السلطوي.
في صيف 2009 تورط عباس –بتوجيه أمريكي- في ادعاء البطولة السياسية عندما شرّط العودة للمفاوضات مع "إسرائيل" بوقف نشاطات الاستيطان في الضفة الغربية، وبعد صعود تلك الشجرة تعذّر نزوله عنها بسلاسة، خصوصا في ظل حكومة ليكودية لا تحفظ ماء الوجوه للحكام في الأنظمة العربية (كما وبّخت النظام المصري)، فكيف لها أن تأبه بأشباه الحكام في سلطة هزيلة!