إذا كانت الثورات المباركة التي تجتاح المنطقة العربية تبشر بعصر جديد للمنطقة فيه الكثير من الآمال، فإنها نفسها أي تلك الثورات تكشف انكماشاً جديراً بالملاحظة في المشهد الغربي على الساحتين الأوروبية والأمريكية. وهذا كله يشير الى نتائج تظهر آثارها على الأرض في أنّ عملية التآكل للعظمة الغربية قد أخذت مدىً ينذر بانحدار سريع. وليس معنى ذلك أنّ الثورات العربية تقود الى ذلك الانكماش في الغرب، بل الأدق أنها تتزامن معه من ناحية، وتعمل على تعميقه من ناحية أخرى..