لقد طغى مفهوم فصل الدين عن الحياة –الذي غزا بلاد المسلمين من النظام الرأسمالي الكافر– على كثير من عقول المسلمين، فأصبح يُنظر إلى التدين على أنّه أداء للصلاة على وقتها في المسجد، وصوم لرمضان، وإخراج لقليل من مال الزكاة، وحجّ للبيت حال بلوغ الاستطاعة، فإن أدى هؤلاء ممن طغى عليهم هذا الفهم، ظنّوا أنهم قد ختموا واجبات الإسلام، وزادوا قليلاً من القُربات لله تعالى بالنوافل والمندوبات، كصلاة التراويح، أو أداء العمرة، أو ما شاكل ذلك من نوافل!!..
فأصبح المرء يسمع من بعض هؤلاء الناس مقولات يردّدونها خلف أبواق النظم الحاكمة وأجهزتها ومشايخها، ودوائر أوقافها، فيقولون: لا سياسة في الدين ، ولا دين في السياسة، وأنّه يجب طاعة أولياء الأمور من الحكام استجابةً لقوله تعالى : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ..... "59/ النساء، وغيرها من مثل هذه المقولات المضللة..