إن من يدرس التاريخ الإسلامي عبر عصوره المتعددة، والممتدة عبر خمسة عشر قرناً من الزمان، يرى أن مصر والشام قد تميّزت عن العالم الإسلامي بأعمالٍ حميدةٍ كان لها أثر عظيم على أمة الإسلام؛ ومن هذه الأعمال استعادة عزّة المسلمين المسلوبة بعدما حصل من غزو صليبي وإذلالٍ للمسلمين ما يقارب مائتي عام متواصلة؛ فجاء القائد العظيم (نور الدين آل زنكي) ووحد هذين البلدين العظيمين، ثم أخذت عينيه ترنو إلى تطهير كامل التراب الإسلامي من اغتصاب الصليبيين وخاصة درّة بلاد المسلمين في بيت المقدس، إلا أن إرادة الله عز وجل شاءت أن يموت ويقبض قبل أن يحقق هذا الأمل العظيم والشرف الرفيع، فجاء قائده المغوار المظفر السلطان (يوسف بن أيوب صلاح الدين) فحمل الأمانة الثقيلة، وأكمل هذه الرسالة العظيمة، وحقق أمل المسلمين وأمل قائده نور الدين زنكي، فحرّر القدس ومعظم أرض بيت المقدس من اغتصاب الصليبيين!!. .