في خضم أحداث عصيبة، تَفْتَأُ ترقبُ الأبصار حلاً لما ترى، تنقضي الأيام عنهُم سِراعاً ولو نطقت لقالت:-
ألا ليتَ لي بينَ الرجالِ دوامُ....إنَّ المُقامَ لعونِهم إقـدامُ
لا يَكاد يمر يوم إلَّا ونرى فيه من المفارقات ما يَفِزُّ لها الجبين، فمِن خطابٍ فيهِ مِنَ الحَمازَةِ ما فيهْ، أوشَكتِ الأرضُ مِن هولِ حروفِهِ تتصَدَّع، يَظُنُهُ السامعُ -للوهلةِ الأولى- كأنَّ فيهِ إشارةً لجيشٍ عَرمرَم أحاطَ عُنُقَ المُخاطَبينَ بهِ إحاطَةَ السوارِ بالمِعصم، مُحالٌ عَليهِ أن يَعود إلا حاملاً بينَ جَنبيهْ، ناصِيَةَ مُتَمرِّدٍ علا في الأرضِ وأستكبر، إلى تراجُعٍ مَلحوظ وقَفزاً عن ثوابتَ لطالما كانت صراطاً مستقيما أو خطوطا حمراءَ لا يُتَصور تجاوزها أو حتى الاقتراب منها –عند قائلها على الأقل- ما يَدفعُ المُتتَبعَ لِما يرى إلى التفكرِ ساعة، وإلى التمحيصِ والاستقراء أخرى، فالانتهاء إلى نتيجةٍ مفادُها، تُرى أَنقلبت الصورةُ أم لعلي بها أنكشفت!!! .