الابتلاء سنة الله في الأولين والآخرين، وهو سنة لحملة الدعوة الذين اختاروا أن يكون الإسلام قضيتهم وشغلهم الشاغل، ولقد ثبّت الله الكثير منهم عند الابتلاء الذي طال أبدانهم وأرزاقهم ودماءهم، ولسان حالهم يقول: اللهم خذ من دمائنا وأموالنا وأنفسنا حتى ترضى، صابرين محتسبين، لا تلين لهم قناة ولا يخضعون للظالمين، بل ويحيلون أوجاعهم إلى سعادة باحتسابها عند الله، ومن هؤلاء أخونا أبو معاذ الذي ناله من الابتلاء ما ناله...
(إنما مثل أمتي كمثل ماء أنزله الله من السماء لا يدري البركة في أولها أو في آخرها)، بهذا الحديث الشريف نفتتح قصة الشاب أنور من حزب التحرير الذي ضرب بثباته أعظم آيات التحدي والكفاح في وجه السلطة الآثمة، فأعاد إلى الأذهان سيرة الصحابة الأُوَل الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل أقامة شرع الله.