تمرُّ علينا في شهرِ رجبٍ لهذا العامِ، ألفٍ وأربعِمئةٍ وثلاثةٍ وأربعينَ للهجرةِ، الذكرى الأولى بعدَ المائةِ لهدمِ دولةِ الخلافةِ الإسلامية، والمسلمونَ عامَّةً وأهلُ فِلَسطِينَ خاصَّةً لا يزالونَ يتقلَّبُونَ على الجمرِ مِنْ آثارِ ضياعِ الخليفةِ الجُنَّة، الذي يُقاتلُ مِنْ ورائِهِ ويُتَّقى بهِ، فلقدْ هُجِّرُوا مِنْ أرضِهم بعدَ أنِ اغتُصبتْ، وها هُم يُقتَّلُونَ صباحَ مساءَ أمامَ الشاشات، ويُروِّعُهُمُ المستوطنونَ في الأحياءِ والبلدات، ويستبيحونَ المسجدَ الأقصى ليُقِيموا طقوسَهم فيهِ، وحصارٌ جائرٌ على أهلِ غزة، كلُّ ذلكَ تحتَ سمعِ وبصرِ السلطةِ التي اعترفتْ بكِيانِ يهود، وبتواطُؤِ حكَّامِ المسلمينَ الأنذال؛ الذين باتوا يتسابقونَ نحوَ التَّنسيقِ والتطبيعِ والخيانةِ بشكلٍ سافرٍ مفضوحٍ، بعدَ أن كانَ خَفِيًّا مستورًا، دونَ خوفٍ مِنَ اللهِ ولا حياءٍ مِنْ عبادِهِ.