بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾
كوكبة من الشهداء تزفهم الأرض المباركة إلى الأمة الإسلامية وجيوشها الرابضة في ثكناتها
لعلها تثير فيهم حمية الجهاد في سبيل الله تعالى لنصرة أهل الأرض المباركة.
إن شهداء الأرض المباركة يؤكدون للخائنين في السلطة الفلسطينية والعملاء في الأنظمة القائمة
في البلاد الإسلامية، أن صراعنا مع يهود أشد الناس عداوة للإسلام والمسلمين هو صراع بقاء
لن ينتهي إلا باستئصالهم واقتلاع كيانهم المسخ من جذوره.
يا أهلنا في الأرض المباركة: إن جرائم يهود الغاصبين لن تتوقف، والسبب هو تآمر السلطة
الفلسطينية والأنظمة العميلة وتوفيرها الغطاء لجرائمه، وإن ما يجري في نابلس وجنين هو ثمرة
للاجتماعات الأمنية التي أجرتها أمريكا الصليبية في رام الله، والتي حضرها مديرا المخابرات
المصرية والأردنية، وفي هذا الاجتماع عرض وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خطة
الجنرال مايكل، والتي كان من بنودها إعادة سيطرة السلطة الفلسطينية على مدينتي جنين
ونابلس، وتدريب قوة فلسطينية خاصة لنشرها في المناطق مهمتها ملاحقة المجاهدين، وقد كشف
موقع "أكسيوس" الأمريكي شيئاً من هذه الخطة وفق ما نشرته صحيفة القدس في 1/2/2023م،
فزمرة المجرمين هؤلاء لا يكفون عن الكيد بأهل فلسطين.
لقد كانت رسالة الشهيد حسام اسليم وإخوته قبل استشهادهم مؤثرة جداً ومعبرة، حيث رفضوا
رحمهم الله الاستسلام، وثبتوا حتى الرمق الأخير، فنالوا الشهادة وهم يصدعون بـ"لا إله إلا الله
محمد رسول الله"، أما المجرم فهو من خذلهم وباعهم وتآمر على قتلهم، وسهل للمغضوب عليهم
الوصول إليهم!
إن كيان يهود الغاصب مستمر في جرائمه، وهو يوسع المستوطنات ويفرض وقائع جديدة في
الضفة الغربية والمسجد الأقصى المبارك، ولن يوقف جرائمه تصريحات الاستنكار التي تصدر
عن السلطة الخائنة والأنظمة العميلة، أو تلك المناشدات الهزيلة للمؤسسات الدولية، فالذل
والصغار الذي يلف هذه الأنظمة يجعلها أذل من أن يصدر عنها شيء ذو بال ينصر قضيتكم،
فمشروع القرار الهزيل الذي تقدمت به السلطة إلى مجلس الأمن لإدانة الاستيطان تراجعت عنه
رغم إعلان كيان يهود استمراره في مصادرة الأراضي وتوسيع المستوطنات، فالمراهنة على
النظام الدولي أو الأنظمة العميلة في بلادنا هي مراهنة خاسرة، بل هؤلاء جميعاً هم الذين
يوفرون الغطاء لجرائم يهود.
يا أهلنا وأحبتنا: إن قضية فلسطين قضية عقدية مرتبطة بالإسلام، وحلها لن يكون إلا بردها إلى
أصلها (الإسلام والأمة الإسلامية)، والذي يوجبه عليكم الإسلام هو الثبات والرباط ورفض
الحلول الخيانية والقائمين عليها، واستنصار الأمة الإسلامية وجيوشها لإقامة الخلافة الراشدة
الثانية على منهاج النبوة، وتسيير الجيوش إلى بيت المقدس لتحقيق وعد الله وبشرى رسوله
صلى الله عليه وسلم، هذا ما يوجبه الإسلام على المسلمين جميعاً، وهذه دعوة للفصائل "الفلسطينية" جميعها
للخروج من تحت عباءة الأنظمة العميلة وأجهزة مخابراتها ورفض كل مبادراتها، والالتحام مع
أمتهم على أساس الإسلام والبراءة من العملاء والخائنين لله ورسوله وللأرض المباركة وأهلها.
أيها المسلمون: لا تيأسوا من روح الله ﴿إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ فالله
معكم وهو مظهر دينه ولو كره المشركون، ولا تيأسوا من أمتكم ولا من جيوشها التي هي منكم
ومن أبنائكم، واستمروا في قرع باب الرحمن واصدعوا بنداءاتكم لأمتكم وجيوشها لتحرير
المسجد الأقصى وأكنافه المباركة، فهذا هو الطريق الذي يدعوكم إليه الله ورسوله، فقضية
فلسطين لا يجوز أن تبقى مرهونة بيد العملاء والمنظمات الدولية.
ونتوجه إلى إخوتنا وأبنائنا في القوات المسلحة الأردنية والمصرية والتركية والباكستانية وإلى
جيوش المسلمين عامة فنقول لهم: المسجد الأقصى المبارك يستصرخكم فهل أنتم ملبون؟! إن
شهداء الأرض المباركة بعتادهم القليل يضربون لكم الأمثال ويستثيرون حميتكم، أما تاقت
نفوسكم للعزة والتكبير في ساحات الجهاد في سبيل الله؟
إنا نناديكم بنداء الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى
الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنْفِرُوا
يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ فهل أنتم
مجيبون؟!
اللهم بلغ عنا هذا الخير، واشرح صدور المسلمين إليه، والحمد لله رب العالمين.
4 شعبان 1444هـ الموافق 24/2/2023م
حزب التحرير - الأرض المباركة فلسطين