بسم الله الرحمن الرحيم
نداء من حزب التحرير
إلى أهل الأرض المباركة عامة وخليل الرحمن خاصة
إن أحداث الخليل، من اقتتال واعتداء على الممتلكات والحرمات، قد أقضت مضجع الأرض المباركة كلها، إذ أضحت مدينة الخليل على برميل بارود يكاد ينفجر ويتطاير شرره فيصيب فلسطين كلها، وكيف لا يصيب كل فلسطين وقد عُرف عن خليل الرحمن أنها أطوع لمن نصحها وأعصى لمن مكر بها، وحجر الزاوية في الصدع بالحق، وإفشال المؤامرات، فلم ينس أهل فلسطين دور أهل الخليل في التصدي لمشروع الضمان الاجتماعي، والوقوف في وجه اتفاقية سيداو وقانون حماية الأسرة، ووقفتهم المشرفة لحماية وقف تميم من التسريب، ومنع بناء مدارس التبشير والتنصير، وأعمالا عظيمة جليلة محفورة في ذاكرة الناس ولا زالوا، فهذه المواقف القوية جعلت كيان يهود وأعداء الإسلام وأداتهم السلطة الفلسطينية ينظرون إلى هذا البلد المبارك نظرة عداء، وصاروا يعملون على تدميره.
يا أهلنا في خليل الرحمن: إن النار المتأججة اليوم بين عائلات الخليل، قد أوقدها كيان يهود من خلال أداتهم السلطة الفلسطينية لإحراق البلد وتدميرها وتهجير أهلها، فإطلاق النار الذي يحدث في المنطقة الجنوبية يحصل تحت سمع وبصر كيان يهود وهم يعلمون أنها نار تحرقكم أنتم فقط ولا تؤذي يهودياً أو مستوطناً وإلا لكان الإجراء مختلفاً، ثم إن الأحداث الأخيرة في المدينة تحصل تحت سمع وبصر الأجهزة الأمنية وفي المناطق التي تحت سيطرتها، فلماذا لا تحرك ساكناً ولا تعتقل من يقتلون أو يطلقون النار أو يعتدون على الممتلكات، أو يروعون الآمنين في بيوتهم رغم أنهم معروفون للأجهزة الأمنية بأسمائهم وشخوصهم بل أصبح المجرمون يقومون بهذه الجرائم ويصورونها ويبثونها على المواقع، فلماذا لا تعتقل أحداً؟! ولماذا لا تحمي ممتلكات الناس؟! أم أن الأجهزة الأمنية تستطيع فض الاعتصامات واعتقال الناس ومنعهم من الاحتجاج واعتقال من يؤذي اليهود، ولا تستطيع حماية الناس من مثيري الفتن؟! أم أن الذين يطلقون النار ويحرقون الممتلكات هم عناصر من أجهزة السلطة يتحركون بأمرها؟ فموقف السلطة ودورها من أحداث الخليل لا يختلف عن موقفها من قوات الاحتلال التي قتلت الشهداء الثلاثة في نابلس بكل وحشية تحت سمع وبصر السلطة وأجهزتها الأمنية.
إن السلطة اليوم متواطئة فيما يحدث، بل إن عناصر الأجهزة الأمنية في العائلتين يعملون على التحريض ويجهضون مساعي أهل الخير للإصلاح بين العائلتين، وهذا مُشاهد ويعرفه ويشهد عليه من يتابعون حالة الفلتان في الخليل، فهم المعنيون في اقتتال الناس وليس العائلات، بل إن العائلات هي الوقود الذي تستعمله السلطة لحرق خليل الرحمن؛ فعائلة الجعبري وأبو عيشة من العائلات الكريمة والمشهود لهما بالمواقف الطيبة، وفيهما رجال خيرون يستطيعون محاصرة كل فتنة وحل كل قضية إلا أن عملاء الاحتلال وبعض العناصر المحسوبة على الأجهزة الأمنية وتحديداً جهاز المخابرات تعمل بشكل قذر لإذكاء الفتنة بين العائلتين.
ثم أليس من المثير للريبة أن نرى توقيت القتل بين عائلة أبو عيشة والجعبري بعد احتجاجات الناس القوية ضد جريمة السلطة في قتل نزار بنات،
أيها الأهل في الأرض المباركة عامة وفي بلد خليل الرحمن خاصة:
إن حزب التحرير منكم ومعكم ويسعى في قضاياكم، وفي الأحداث كان حاضراً بينكم مع رجال الإصلاح ولن يترككم، وقد بينا لكم من يتآمر عليكم ونحذركم مرة أخرى تحذير الناصح الأمين أن السلطة اليوم تعمل مع عدوكم على إبقاء البلد مشتعلاً تنفيذاً لخطة عدوكم في تهجيركم، وهي تتآمر على دمائكم وأرضكم وأعراضكم وأبنائكم. فخذوا على أيديهم واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، ولا تكونوا وقوداً لحرق المدينة، ونتوجه إلى العائلتين الكريمتين آل الجعبري وآل العويوي وأولياء الدم ليتجاوبوا مع جهود الخيرين في إصلاح ذات البين ويفوتوا الفرصة على كل المتربصين بهذا البلد المبارك، فما يغيظ أعداءكم هو وحدتكم ووقوفكم بقوة في وجه المتآمرين، وليكن النور الذي تهتدون به هو قول الله تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾.
10 رجب 1443هـ حزب التحرير
الموافق 11/2/2022م الأرض المباركة فلسطين