حزب التحرير يوجه كتاباً إلى رئيس مجلس وزراء السلطة الفلسطينية
قام وفد من حزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين اليوم الثلاثاء ١٤-١٢-٢٠٢١ بتسليم مقر رئاسة الوزراء كتاباً موجها لرئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد اشتية.
وضم الكتاب إثارة لقضية المعلمَين المعتقليَن لدى أجهزة السلطة (حسين أبو الحج وأنيس حمامرة) على خلفية حديثهما عن وحدة الأمة الإسلامية والتفريق بين راية رسول الله صلى الله عليه وسلم ورايات الاستعمار.
وأكد الحزب أن هذه الإجراءات القمعية لا يمكن فهمها إلا في سياق واحد هو محاربة الإسلام وراية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخدمة أعداء الإسلام.حيث أن كيان يهود والدول الغربية أكثر ما يرعبهم ويخيفهم هو وحدة الأمة الإسلامية وإقامة أحكام الإسلام، ولذلك يحرص كيان يهود وأعداء الإسلام على إفراغ المناهج والمدارس من أي محتوى يحيي في أبناء المسلمين مفاهيم الوحدة والجهاد في سبيل الله وإقامة أحكام الله تعالى.
واعتبر الحزب أن السلطة الفلسطينية أصبحت رأس حربة يستخدمها أعداء الإسلام للفتك بأهل فلسطين وتدمير أبنائهم وشبابهم وأسرهم.
ووجه أسئلة مباشرة لاشتية حول المنهاج الفلسطيني وما يسمى بالرموز الوطنية، من وضعها ومن رسم أشكالها وحدودها.
ووجه الحزب خطابه لاشتية ووزرائه بالقول (ألا تحسبون حساباً لغضب الله تعالى؟!ألا تحسبون حساباً ليوم تثور فيه الأمة على من ظلمها؟! وماذا ستجنون من ارتهانكم لكيان يهود والدول الغربية وتنفيذكم لسياساتهم المدمرة لأهل فلسطين؟! هل ستنجيكم أمريكا من غضب الله تعالى وعذابه، أم ستحميكم من المسلمين الذين امتلأت قوبهم غيظاً من جرائمكم وفسادكم؟! على ماذا تراهنون؟! فإن نجوتم من أيدي المؤمنين فلن تنجوا من نكال الله تعالى ﴿وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا﴾)
وأكد الحزب في ختام كتابه أنه لا يترك شبابه في الاعتقال دون ملاحقة أو محاسبة لمن كان سبباً في اعتقالهم وظلمهم، وإن اعتقال شبابه لن يزيده إلا قوة وعزاً عند الله وعند المؤمنين.
وفيما يلي نص الكتاب:
بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب مفتوح
من حزب التحرير في الأرض المباركة إلى رئيس مجلس وزراء السلطة الفلسطينية
الحمد لله رب العالمين الذي بيده الملك، يُعز من يشاء ويُذل من يشاء، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، والصلاة والسلام على رسول الله المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد،
حضرة رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
نخاطبك بقول الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً (٥٧) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً﴾.
نخاطبك بقول الله تعالى هذا سائلين الله تعالى أن تدرك معنى آيات الله وكلماته، وإنا نذكرك بما يوجبه عليك الإسلام لأن مرد أعمال الناس إلى أحكام الإسلام ثم يكون الجزاء عليها يوم الجزاء بين يدي الله تعالى، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلا نفسه، كما قال الله تعالى في الحديث القدسي: «يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا، فَلْيَحْمَدِ اللهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ، فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ» رواه مسلم.
إنك تعلم أن الأجهزة الأمنية اعتقلت الأستاذ الفاضل حسين أبو الحج بسبب إجابته على سؤال أحد طلاب الصف الخامس عن الفرق بين راية رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلام "سايكس-بيكو"، وقد حدّث طلابه عن وحدة الأمة الإسلامية وراية رسول الله صلى الله عليه وسلم،وأن الحدود والأعلام القائمة اليوم قد فرضها الاستعمار على بلاد المسلمين لتكريس الفرقة بينهم، ونحسبك تعلم هذه الحقيقة السياسية التي لا يُماري فيها إلا العملاء.
إن اعتقال الأستاذ حسين أبو الحج ثم اعتقال الأستاذ أنيس حمامرة ونقلهما من أماكن عملهما إلى مدارس بعيدة عن مكان سكنهما بسبب حديثهما عن الإسلام ووجوب وحدة المسلمين وراية رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمكن فهمه إلا في سياق واحد هو محاربة الإسلام وراية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخدمة أعداء الإسلام.
فكيان يهود والدول الغربية أكثر ما يرعبهم ويخيفهم هو وحدة الأمة الإسلامية وإقامة أحكام الإسلام، ولذلك يحرص كيان يهود وأعداء الإسلام على إفراغ المناهج والمدارس من أي محتوى يحيي في أبناء المسلمين مفاهيم الوحدة والجهاد في سبيل الله وإقامة أحكام الله تعالى.
يا رئيس الوزراء:
لقد أصبحت السلطة الفلسطينية رأس حربة يستخدمها أعداء الإسلام للفتك بأهل فلسطين وتدمير أبنائهم وشبابهم وأسرهم، فجريمة السلطة الفلسطينية لم تقف عند التنازل عن معظم فلسطين لكيان يهود، بل أصبحت أجهزتها الأمنية ذراعاً أمنياً للاحتلال، والسياسات التي تنفذها السلطة من خلال مجلس الوزراء أو الأجهزة الأمنية، تهدف إلى محاربة الإسلام وإفساد المجتمع، وتمكين الاحتلال من تنفيذ سياساته في الضفة الغربية، وما حققه كيان يهود في ظل السلطة الفلسطينية ما كان يستطيع تحقيقه دون وجودها، وهذا ما نطق به قادة كيان يهود، أما حالة التردي التي آل إليها المجتمع، فسببها الفساد المستشري في مؤسسات السلطة، وتوفيرها الغطاء لحشد من المؤسسات الممولة من الدول الغربية لتنشر فسادها بين أهل فلسطين، وأُمّ الجرائم تنفيذها لسياسة أعداء الإسلام في سلخ أبناء المسلمين عن هويتهم الإسلامية وهدم الأسرة وتفكيكها.
فهلتستطيع أن تجيبنا لماذا يُبرز المنهاج الفلسطيني مفهوم الجندر ويطمس أحكام الإسلام التي تنظم علاقة الرجل والمرأة بما يضمن بناء أسرة مطمئنة قائمة على البر والتقوى؟!
وهل تستطيع أن تجيبنا لماذا أُخرج من المنهاج غزوة خيبر وحكم سعد بن معاذ رضي الله عنه في بني قريظة وأحكام الجهاد وآيات الجهاد في سبيل الله؟!
وهلتستطيع أن تجيب أهل فلسطين كم مرة تم تغيير حدود فلسطين قبل قرار التقسيم وبعده ومن الذي قام بتغييرها؟!
وهل تستطيع أن تجيب أبناء فلسطين من الذي رسم الأعلام ووضع ألوانها وجعلها رموزاً وطنية؟! وهل ستحدثهم عن رسالة السير "مارك سايكس" إلى المفوض الأعلى في مصر المؤرخة في 22/2/1917م والتي قدم فيها رسومه المقترحة للأعلام وألوانها، واعتذاره الشديد عن الطبيعة العجولة لرسالته فقال: (أعتذر بشدة عن الطبيعة العجولة لهذه الرسالة لكني لا أملك أكثر من خمس وعشرين دقيقة لإنجازها بما فيها الرسوم) انتهى.
فهل ستقول لهم إن الذي رسم أعلامكم وحدود بلادكم "رموزكم الوطنية" هم أعداؤكم؟!
أجب أبناء المسلمين من الذي رسم الحدود ومزق البلاد وأشعل فيها النعرات الطائفية والقومية والوطنية ودعم الحركات الوطنية بالمال والسلاح والتي من خلالها كرست الحدود والفرقة في الأمة الإسلامية؟!
أليس الهدف الرئيسي من المناهج المدرسية هو إيجاد الوعي عند أبنائنا وتحصينهم ضد أعداء الأمة؟!
إن العلم الفلسطيني بزعمك رمز وطني يجب احترامه، ولكن ماذا عن راية رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ هل يجب احترامها؟!
وبعد هذا هل تستطيع أن تجيب أبناءنا في المدارس عن الفرق بين راية رسول اللهصلى الله عليه وسلم والعلم الفلسطيني؟
أيها الوزراء: لن نتناول في هذا الكتاب كل برامجكم التي تعملون على تنفيذها خدمة لأعداء الإسلام وسنكتفي بما أشرنا إليه سابقا، ونقول لكم ألا تحسبون حساباً لغضب الله تعالى؟!ألا تحسبون حساباً ليوم تثور فيه الأمة على من ظلمها؟! وماذا ستجنون من ارتهانكم لكيان يهود والدول الغربية وتنفيذكم لسياساتهم المدمرة لأهل فلسطين؟! هل ستنجيكم أمريكا من غضب الله تعالى وعذابه، أم ستحميكم من المسلمين الذين امتلأت قلوبهم غيظاً من جرائمكم وفسادكم؟! على ماذا تراهنون؟! فإن نجوتم من أيدي المؤمنين فلن تنجوا من نكال الله تعالى ﴿وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا﴾
وفي الختام:
لتعلم السلطة ومن وراءها أن حزب التحرير لا يترك شبابه في الاعتقال دون ملاحقة أو محاسبة لمن كان سبباً في اعتقالهم وظلمهم، وإن اعتقال شبابه لن يزيده إلا قوة وعزاً عند الله وعند المؤمنين، وإنا نحصي على أعداء الله وأعداء رسوله أعمالهم، وبحول الله وقوته قد اقترب يوم حسابهم، وقسماً بالذي رفع السماوات بغير عمد، الذي أهلك فرعون وثمود وقوم نوح فما أبقى، والذي بعث محمداً بالحق والسيف بشيراً ونذيراً ليُمكنن لنا ديننا وليُذهبنَّ غيظ قلوبنا ممن عادانا، وليَجمعنَّ الله أمة محمد على دينه، ولتقومنَّ الخلافة على منهاج النبوة كما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله، ولنجعلنَّ كيان يهود أثراً بعد عين، وأمريكا والدول الغربية صاغرة لحكم الإسلام ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾، قد تظن أن قسمنا هذا بعيد، ولكن كن واثقاً أن الله تعالى لا يحنث في قسمه، ويبر قسم رسوله وقسم أوليائه، وإن كان لك بقية من عُمر لتَرينّه عين اليقين.
وأخيراً: إن هذه تذكرة لكم لعلكم تنتهون فتقوموا بما يوجبه عليكم الإسلام، وإن أبيتم إلا الانحياز لأعداء الله ورسوله، أعداء الإسلام والمسلمين، فحسبكم قول الله تعالى:﴿بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا﴾.
نسأل الله أن يهديكم إلى ما فيه نجاتكم يوم القيامة ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾
والحمد لله رب العالمين
10 جمادى الأولى 1443هـ حزب التحرير
الموافق 14/12/2021م الأرض المباركة فلسطين