صحيح أن الحق قائم بذاته، وهو مستغنٍ عن غيره في بيان صحته وصوابه؛ ولكن مقارنته بالباطل أدعى للبيان وأقرب إلى التصور والإدراك. فكون الإسلام هو الحضارة الحقة التي من شأنها أن تُسعد البشرية وتأخذ بيدها إلى دروب النور والهدى والرشاد، أمرًا يمكن القطع به بمجرد القطع بأنّه الدين الحق الذي أتى من عند الله الحق، وهو الذي ارتضاه الله لعباده ليكون لهم شرعة ومنهاجًا. ولكن بالنظر إلى الأقران والأبدال يكون البيان أجلى والصورة أوضح، فمن يشاهد مدى الإفلاس الحضاري الذي يصيب العالم وحجم تهاوي الحضارة الرأسمالية وفسادها، يصل إلى الإحساس الفكري بحاجة البشرية إلى حضارة بديلة تأخذ بيدها وتنقذها مما هي فيه.