لا يخرج الصراع الدولي منذ فجر التاريخ وحتى قيام الساعة عن أحد دافعَين؛ إما حب السيادة والفخر (سواء سيادة الأمة أو الشعب، أو سيادة المبدأ) أو الركض وراء المنافع المادية، وبقي هذان الدافعان هما المحركَيْن للصراع الدولي، ولكن بعد زوال الدولة الإسلامية وسقوط الاتحاد السوفياتي وتفرد المبدأ الرأسمالي في السيطرة على العالم، وهو المبدأ الذي يقدِّس المصلحة والمنفعة ويدفع باتجاه السيطرة المالية والاقتصادية، تنحى الدافع الأول وأصبح الدافع الثاني هو المحرك والمؤجج الرئيسي للتنافس الاستعماري بين الدول الكبرى.