إنّ الأصل في الشعوب والأمم الحية أن تتكاتف عناصرها وتتداعى مكوناتها لما يصيبها ويلمُّ بها من مصائب أو نكبات، وأن يتزاحم أبناؤها في ممر العبور نحو العزة أو النصر أو التحرير. فإذا ما وقعت الأمة تحت احتلال أو مصيبة تداعى أبناؤها على اختلاف مهامهم وقدراتهم للعمل على الخلاص من ذلك الاحتلال، والتصدي لتلك المصيبة، فهي كالجسد الحي إذا ما اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وخلاف ذلك يعني أنّ هناك مشكلة في الوظائف الحية للجسد، أو موتًا لبعض الأعضاء أو للجسد كله.