ليس ثمة شك أنّ من حق القارئ على الكاتب إن أراد أن يبني أو يساهم في بناء قناعة لديه حول مسألة معينة أن يخاطبه بما يقع عليه حسه أو يمكن أن يقع عليه حسه، وهنا يقع عتبي على الدكتور ناصر اللحام، رئيس تحرير وكالة معا، الذي رفض أن ينشر الرسالة المفتوحة التي وجهتها له، لما عبر عنه في المكالمة الهاتفية التي أجراها معي بخشيته أن يفهم "الغوغاء" أنّ المقصود من عبارة وردت في الرسالة وهي: "فخير لك أن تعود إلى حضن أمتك ومشروعها العظيم ليكون لك سهمٌ في استقدام الخير العميم الذي أزفت ساعته، بدلا من أن تواصل النفخ في الرماد لظنك أنك قد تحيي منه الأموات بعد رقود فيكون بعدها ولات حين مندم." خشيته أن يفهم "الغوغاء" أنّ المقصود منها أنه قد خرج من الملة، رغم أني طمأنته بأنّ الكلام لا يحتمل ذلك لغة، وأنّ عليه أن يثق بقدرة القراء والمثقفين على فهم مدلولات الخطاب، وأنّ الرسالة المفتوحة واضحة في أنها تتحدث عن غمزه ولمزه ومهاجمته مشروع الإسلام الحضاري مؤخرا، وليست المسألة في شخصه أو دينه، وهو السلوك الذي أرجعه الدكتور بالدرجة الأولى إلى ممارسات بعض الحركات كإغلاق مكتب معا في غزة.