تعليق صحفي

يهود يعلنون عن ضم منطقة الأغوار والسلطة تريد استبدال احتلال بآخر!

يزداد رئيس السلطة تفريطاً بالأرض المباركة بصورة أو بأخرى، وآخر تقليعاته في هذا الاطار كان تلميحه القبول بتواجد قوات أمريكية في منطقة الغور كبديل عن قوات يهود، ليستبدل احتلالاً أمريكياً باحتلال يهود، غاضاً الطرف عن كون ذلك تفريطاً بالأرض المباركة، وعمّا يمكن أن يخلفه هذا الاحتلال الجديد من جرائم وفظائع كما في أفغانستان والعراق من قتل للرجال والشيوخ والأطفال وانتهاك لحرمات النساء وقصف الطائرات بدون طيار للعزل والأبرياء. ويغلف عباس دعوته هذه بحجة السعي لإقامة دولة فلسطينية ليس لها من صفات الدول إلا الاسم!.

في ظل تفريط السلطة هذا ومبرراتها الواهية يعلن كيان يهود المحتل تمسكه بمنطقة الأغوار ويضعون العائق تلو العائق أمام أي انسحاب حالي أو بعد سنوات وفقا لخطة كيري أو مفاوضات "السلام" الخيانية؛

فبعد زيارات كيري المحمومة للمنطقة والتي زادت عن ست عشرة زيارة خلال أقل من عام، وبعد تدخل الفريق الأمريكي؛ الأمني برئاسة الجنرال جون ألن مهندس الخطة الأمنية وقائد القوات الأمريكية السابق في أفغانستان، والسياسي برئاسة مارتن انديك، أعلن كيان يهود، من خلال لجنة الشؤون التشريعية، عن ضم منطقة الغور وتطبيق قانونه عليها. وبذلك يوجه يهود لطمة قاسية لعباس ومفاوضيه ومفاوضاتهم السرية والعلنية، بعد أن وجهوا لطمات أخرى سبقتها كالتلاعب بقوائم الأسرى المنوي إطلاق سراحهم، وكإعلان نيتهم عن تقديم عطاءات جديدة للاستيطان.

أما رد فعل السلطة على ذلك فقد كان رداً مخزيا كالعادة، ولم تتجرأ على مجرد وقف المفاوضات الذليلة، واكتفى كبير مفاوضيها "بتهديد" كيان يهود بانضمام دولته الورقية "بصفة المراقب" إلى عدد من المنظمات والمحاكم الدولية!! وكأن ذلك يرهب يهود أو يحرر شبراً من أرض! أو يؤرقهم في ظل خيانات سلطته وصفقاتها المشبوهة في المؤسسات الدولية التي لم ينسها أهل فلسطين، كما فعلت في تقرير غولدستون، وفي تعهدها بعدم تقديم أية شكوى قديمة ضد كيان يهود!.

إن عباس وسلطته الآبقة، التي جعلت من المفاوضات التفريطية حياة لها، قد جعلت قضية فلسطين مجرد مسألة من مسائل الخارجية الأمريكية، ومكّنت الاستعمار والاحتلال من الأرض المباركة.

فجدير بأهل فلسطين أن يعلنوا براءتهم من أفعالها وأن يرجعوا قضية فلسطين قضية للأمة الإسلامية بأسرها، لتسير جحافل الجند نحوها فتحررها وتقتلع كيان يهود، وإنا نرى ذلك قريباً بإذن الله.

30-12-2013