حضر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "صلاة عيد الميلاد" الذي هو عيد ديني خاص بالنصارى، وقال فيها عباس بأن: "المسيح كان فلسطينيًا"، وكان قد سبقه فياض قبل ثلاثة أعوام بالقول بذلك، وقد تجاوزهم صائب عريقات في الافتراء على الله ومخالفة الإسلام بالقول أن سيدنا المسيح أول شهيد "فلسطيني" على يد الرومان!

إن قادة السلطة الذين باعوا معظم الأرض المقدسة ليهود، ولا يزالون على نهجهم في التفريط، يحاولون تزلف الدول الرأسمالية ذات الدين النصراني ولو على حساب عقيدة الإسلام، فحضور أعياد النصارى الدينية التي يعلن فيها معتقدات تناقض العقيدة الإسلامية كاعتبار المسيح ابن الله واعتبار أنه قُتل وصُلب، أمر مخالف للإسلام دون أدنى مجادلة، قال الله تعالى عنهم: (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً * تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً)، وقد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله: (لا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخطة تنزل عليهم) رواه البيهقي بإسناد صحيح.

 وقادة السلطة هؤلاء اعتادوا على التضحية بالإسلام وتاجروا بأعراض بناتنا في سبيل إرضاء أسيادهم الغربيين، فقد تنازلوا عن معظم الأرض الإسلامية المقدسة فلسطين، وحضروا طقوسًا تعتبرها العقيدة الإسلامية كفرية، وأرادوا لبناتنا أن تتكشف عوراتهن ليرضى الغرب عن السلطة ويمن عليها بالدولة الموهومة كما قال الرجوب سابقًا.

ولقد تجاوز قادة السلطة حضور طقوس تناقض عقيدة الإسلام إلى القول بذلك، عندما اعتبر عريقات أن سيدنا المسيح عليه السلام قد قُتل مع أن الله تعالى يقول: (وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً)، ثم وصف هو ورئيسه سيدنا المسيح بأنه فلسطيني، ليغضب المتحدث باسم وزارة الخارجية في كيان يهود ويقول بأن المسيح يهودي!

إن إطلاق الوصف الوطني على الأنبياء من قبل قادة السلطة افتراء عليهم، ومحاولة رخيصة للتمسح بهم والمتاجرة بذلك وإلصاق للعصبية الوطنية بهم، فالأنبياء جميعًا المسلمون أولى بهم وسيدنا عيسى عليه السلام المسلمون أولى به وليس الفلسطينيين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه البخاري: (أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة)، فليس هناك اعتبار في دين الله للوطنيات المنتنة.

 كما أن اليهود قتلة الأنبياء الذين حاربوا دعوة المسيح واتهموا مريم بالزنى وحاولوا قتله هم أبعد الناس عن التمسح به، قال الله تعالى فيهم: (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمْ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً * وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً * وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً).

وكذلك قادة السلطة آخر من يتكلم عن الأنبياء، وقد باعوا مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وافتروا على سيدنا عيسى عليه السلام، ويسجلون كل يوم موبقة بحق الإسلام والمسلمين أكبر من سابقتها.

28-12-2013م