تعليق صحفي

الحكام الجبريون والاستعمار جبهة واحدة في محاربة مشروع الإسلام في الشام!

قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بخصوص سوريا، إن فرنسا تعمل على إنجاح مرحلة انتقالية، مؤكداً بقوله "نحن ندعم الائتلاف السوري، ونحن نعرف ما قامت به السعودية لمحاربة المتطرفين هناك"، معتبرا أن "جنيف 2 ضروري من أجل التوصل إلى نتائج للأزمة السورية".

تتضح معالم الحرب الدولية تجاه ثورة الشام من أنها حرب ضد مشروع الإسلام الحضاري، ممثلاً بإقامة الخلافة الراشدة الثانية فيها، ويَبينُ موقف الحكام الجبريين والتحام جهودهم مع جهود المستعمرين في هذه الحرب المسعورة.

فتصريحات هولاند هذه تؤكد على طبيعة الدور العدائي "المغلّف" الذي يقوم به النظام السعودي، الرامي إلى حرف الثورة عن أهدافها الحقيقية التغييرية الجذرية، وإلى تثبت أركان النفوذ الأمريكي بشكل خاص والغربي بشكل عام في بلاد المسلمين.

فالنظام السعودي يقدم الأموال المشبوهة لشراء ذمم بعض الكتائب والثوار، ويقدم هذه الأموال والأسلحة ويجري الاتصالات الدائمة والمستمرة ويستغل بعض المشايخ وأصحاب العمامات من أجل إقناع الكتائب المقاتلة والثوار بالتخلي عمّا يصنفه الاستعمار والحكام الأتباع الذين يحكمون بالجبت والطاغوت "إرهابا وتطرفاً"، والحقيقة أنهم يريدون أن يدفعوا الثوار للتخلي عن هدف إقامة دولة إسلامية خلافة على منهاج النبوة تقيم شرع الله وتقلع نفوذ الكافرين المستعمرين من بلاد المسلمين.

وإزاء هذه الحقائق، وأمام هذا التحالف الشيطاني، وأمام كيد الكافرين وخيانة الحكام الجبريين وتآمرهم، حريٌ بالكتائب المقاتلة على أرض الشام، عقر دار الإسلام، أن لا يلدغوا من هذا الحجر، وأن يحذروا الأنظمة العميلة والحكام النواطير أذناب أمريكا وبريطانيا وفرنسا، وليحذروا من التواصل معها في أي شأن مهما عظم أو صغر، وليرفضوا أن تبحث ثورة الشام تحت مظلة الاستعمار أو أدواتهم الحكام، في جنيف 2 أو في غيرها، ولتستمر هذه الثورة حتى اسقاط النظام وإقامة دولة الإسلام على أنقاضه، ولتبقى هذه الثورة خالصة لله، فالنصر بالتزام أمر الله والإخلاص له والتعلق بحبله وقطع حبال البشر، ولو جاء بعد حين، والهزيمة والانتكاسة في البعد عن أمر الله والتعلق بحبال الآدميين والمستعمرين وأدواتهم ولو كان ظاهره الانتصار الوهمي.

(إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ)

30-12-2013