أرشيفنكّل جنود الاحتلال اليهودي ظهر اليوم السبت بأربعة عسكريين تابعين لقوى الأمن الفلسطينية، واعتدوا عليهم بالضرب باستخدام الهراوات وأعقاب البنادق، في مناطق متفرقة من مناطق أجسادهم،حسب وكالة معا. وذكرت مصادر أمنية فلسطينية، بأنه تم تشكيل لجنة من الارتباط العسكري الفلسطيني والارتباط العسكري الإسرائيلي لمعرفة ملابسات الحادث.
***
لم تتوقف جرائم جنود الاحتلال اليهودي يوما، ولكنها اليوم تتجاوز الناس لمن يخدمهم، فهؤلاء جنود لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، وهم من جيش غاصب يقوده مجرمو حرب يحملون كراهية شديدة لأهل فلسطين، ولا يفرقون في ذلك بين من يخدمهم ومن يرفضهم، وقد سبق أن قال بعض يهود أن "الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت".
وستستمر جرائمهم طالما أنهم لا يحسبون حسابا لرد، والحكيم يدرك أن من أمن العاقبة أساء التصرف، ولو كان هؤلاء الجنود اليهود الأذلاء يحسبون حسابا لمن يحمل السلاح من أفراد الأجهزة الأمنية لما تجرّؤا على جرائمهم.
وجنود الاحتلال متيقنون أن أجهزة أمنية دربها جنرال أمريكي على أن ترفع سلاحها فقط في وجه إخوانها لا يتوقع منها أن تحركّها كرامة ولا نخوة، ولو حتى من نوع نخوة أبي جهل الذي خاطب من اعتلى صدره ليقضي عليه قائلا: "لقد وطئت موطئا صعبا يا رويعي الغنم"، أما هؤلاء العسكريين في المشروع الأمني من الذين استمرؤوا الذل فلن تكون فيهم نخوة ولو من نوع نخوة أبي جهل المشرك، إذ لا يجرؤ أي منهم على تبعاتها، فما بالك بعزة علي وعمر وخالد !
وبكل أسف وحسرة، سبق أن تفاخر بعض أفراد هذه الأجهزة الأمنية في برامج بُثت على قنوات الاحتلال التلفازية بالقول أنه جاهز لاعتقال أخيه تحت الأوامر ! واليوم يجيبهم جنود الاحتلال بأن الرد على ذلك الاستخذاء هو الاحتقار بالضرب، بعدما أمن جنود الاحتلال مثل أولئك المسلحين، وأدركوا أن وجهة السلاح محصورة نحو الأخوة.
ولقد سبق لهذا الاحتلال البغيض أن لفظ "جنود لحد" بعدما خدموه في جنوب لبنان باستماتة، وها هم أفراد الأجهزة الأمنية الفلسطينية لا يتعظون بغيرهم. وإذا كان هذا الرد من يهود في لحظات الرضا على أداء الأجهزة الأمنية، فكيف يكون ردهم عندما تُفرّط دولة الاحتلال بهذه السلطة كما فرطت بجنود لحد ؟ إن القادم أفظع وأبشع فهل من معتبر !
وإن الأولى بمن ضرب اليوم أن يعود إلى صفوف الناس، وأن يرفض الاستمرار بالخدمة الأمنية الذليلة، لعل الله أن يغفر له ما كان من سابق أعماله، ولعل الناس تعود لتقبله بينها كأخ منها لا كحامل هراوة لها ليمنعها من رفض الاحتلال أو مقاومته.
وإن رد أصحاب العزة والنخوة على مثل هذه الجريمة لا يكون بتشكيل لجنة عسكرية مشتركة ومن خلال مزيد من التنسيق الأمني الذليل، فهذا رد المنبطحين والمروَضين على خدمة هذا الاحتلال، أما رد الأعزاء بدينهم وإيمانهم فهو لا يندرج ضمن دورات دايتون ولا تعليمات ضباطه، فهل يستيقظ من خدّرته الدولارات الأمريكية ومن أغرّته بندقية رخّصها الاحتلال ؟
13/11/2010