ذكرت عدد من وكالات الأنباء خبر استقبال مدير عام الشرطة الفلسطينية اللواء حازم عطا الله لمساعد مدير التحقيقات الفدرالية(F.B.I) جوزيف ديمارست، حيث تعتبر هذه الزيارة الأولى لمسئول أمني كبير من الـF.B.I للسلطة الفلسطينية، وكان اللواء عطا الله قد زار الولايات المتحدة قبل حوالي الشهر في وفد من قيادة الشرطة، وقد اجتمع هناك مع مدير عام مكتب التحقيقات الفدرالية (F.B.I ).
 
********
تأتي هذه العلاقات الوطيدة بين أجهزة السلطة الأمنية وبين الأجهزة الأمنية الأمريكية في ذروة تخلي الإدارة الأمريكية عن تقديم أية مكاسب ولو شكلية لتجميل وجه السلطة الذي ازداد قبحاً بعد الفشل الذريع الذي أصابها جراء ما راهنت عليه من التعلق بحبال أميركا وإدارتها في مقابل صلف وعنجهية يهود!!
 
إن أجهزة السلطة القمعية لم تكتف بأن تكون ذراعاً أمنياً ليهود وخصوصاً بعد قيادة الجنرال دايتون (والذي التصق اسم الأجهزة الأمنية به) ومن خلفه الجنرال مولر لها، والتدريبات التي أشرفا عليها لقيادات وجنود السلطة في معسكرات خارجية وبحسب المقاييس والمعايير الأمريكية، بل هي تريد أن تربط جهاز الشرطة بجهاز الـF.B.I والذي هو جهاز أمن داخل الولايات المتحدة الأمريكية، لتثبت السلطة بهذا الفعل وبمختلف أجهزتها أنها أشبه بجهاز ملحق بالأجهزة الأمنية الأمريكية، لتحقيق الأجندات الأمريكية وتوفير قاعدة بيانات أمنية لأمريكا ويهود عن أهل فلسطين.
 
إن التضليل الإعلامي الذي يرافق هذه الزيارات كالادّعاء باستفادة جهاز الشرطة من التكنولوجيا الأمريكية في تتبع الجرائم والكشف عنها إنما هو مجرد وهم وتضليل ومحاولة للتعمية على أهداف هذه الزيارات واللقاءات الأمنية التي ستجلب الوبال على أهل فلسطين.
 
إن مما هو معلوم بداهة أن الدول لا سيما الاستعمارية منها وخصوصاً أمريكا لا تقدم شيئاً بالمجان وأنها إنما تطور أداء الأجهزة الأمنية الفلسطينية لا لتخدم أهل فلسطين بل لتسهر تلك الأجهزة على حماية أمن يهود ولكي تكون أداة للإدارة الأمريكية تبطش بها أهل فلسطين وترقب تحركاتهم.
 
لقد أثبتت الحوادث الكثيرة عدم تورع أجهزة السلطة الأمنية عن تبادل المعلومات مع يهود، وهي من باب أولى لن تتورع عن التنسيق الأمني مع أميركا لصالح خدمة أمنها الداخلي أو الخارجي، وربما تطور الأمر لاحقاً إلى إعداد لوائح بأسماء المناهضين لأمريكا من أهل فلسطين أو ملاحقتهم أو سجنهم بحجج محاربة الإرهاب!
 
فهل تصل الاجهزة الأمنية إلى هذا المبلغ من الذلة والهوان والتبعية؟! أم تترك التعاون والتنسيق الأمني مع أعداء الأمة على اختلافات هوياتهم ومآربهم؟!
 
14-11-2010