من جديد كشف النقاب عن خطة حوافز عرضتها الإدارة الأمريكية لقاء تجميد الكيان اليهودي للاستيطان 90 يوماً دون ان يشمل التجميد مدينة القدس وضواحيها على أن لا تطالب واشنطن بتجميد الاستيطان مرة أخرى.
 
وفي تفصيل هذه الحوافز، فقد تعهدت الإدارة الأمريكية بمقاومة القرارات الدولية التي تنتقد "إسرائيل"، واستخدام حق الفيتو في مجلس الأمن دفاعا عن "إسرائيل"، مما سيعيق إعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد في حال تعثرت محادثات السلام.
 
وكذلك ستطلب الإدارة الأمريكية موافقة الكونجرس على إمداد "إسرائيل" بطائرات حربية بقيمة 3 مليارات دولار من أجل تمكينها من "المحافظة على تفوق عسكري نوعي في المنطقة".
 
كما ستوقع الولايات المتحدة اتفاقية أكثر شمولا مع "إسرائيل" لتعزيز مساعداتها الأمنية للأخيرة، كجزء من أي اتفاق يجري التوصل اليه مع الفلسطينيين.
 
*****
 
لقد بات استئناف المفاوضات هو أسمى ما تتطلع إليه الإدارة الأمريكية في ملف الشرق الاوسط، وها هي تقدم الحوافز والعروض السخية علها أن تخطب ود ابنها المدلل او تسترضيه، وفي ذلك دلالات عدة:
 
1. إن الإدارة الامريكية تمر في حالة ضعف عام وعدم رغبة وإرادة فعلية بالضغط على كيان يهود، وهي بسبب ذلك غير قادرة على أن تحقق خرقاً حقيقياً في ملف الشرق الأوسط، مما دعاها لتقديم هذه العروض السخية لقاء تجميد خجول للاستيطان لأجل حفظ ماء وجهها حال استئناف المفاوضات من جديد.
 
2. إن تضمن الحوافز عدم طرح موضوع الاستيطان من جديد بعد فترة التجميد المنقوصة يؤكد المؤكد؛ من أن التجميد هو تجميد شكلي وليس تجميداً حقيقياً، وإلا فلا يتصور أن يتم التوصل لحل قضية فلسطين في 90 يوماً في ظل إدارة ضعيفة شغلتها همومها الاقتصادية والداخلية وقضايا العراق وافغانستان عن ملف الشرق الأوسط، فماذا سيكون مصير الاستيطان بعدئذ؟!
 
3. إن اختصاص الحوافز بالكيان اليهودي الغاصب يدل مرة أخرى على تهميش دور السلطة والحكام وان لا رأي لهؤلاء فوق أو تحت ما يقرره سيدهم الامريكي، فمعضلة المفاوضات هي في كيان يهود وفي كبح جماحه، أما السلطة وغطاؤها العربي فهم رهن الاشارة الأمريكية!
 
4. إن حرص الإدارة الأمريكية على التفوق العسكري اليهودي في المنطقة ينسجم مع كون هذا الكيان قاعدة متقدمة للغرب، ورأس حربة له زرعها في وسط بلاد المسلمين للحيلولة دون وحدتهم أو عرقلة قيام خلافتهم، وكل محاولة للتعمية على هذه الحقيقة هو تضليل وتزييف للحقائق.
 
 
5. إن تعهد الإدارة الامريكية باستخدام حق الفيتو في وجه القرارات الدولية هو تحصيل حاصل، وهو ينسجم مع حرص الإدارات الأمريكية المتعاقبة على الكيان اليهودي وعلى عدم تعريض هذا الكيان المجرم لحالة من الغضب العالمي، ووقوف أمريكا بجانب هذا الكيان بل وأمرها للسلطة والأنظمة العربية بمعارضة تقرير غولدستون خير شاهد على ذلك.
 
إن الإدارة الامريكية والكيان اليهودي الغاصب هم أعداء الامة، وكل تفريق بين يهود وأمريكا هو تفريق مرفوض وهو محض تضليل، وإن تمكين هؤلاء من التحكّم بقضايانا هو تقديم لقضايا الأمة لقمة سائغة لعدو هصور متوحش. 
 
لقد آن الاوان، أكثر من أي وقت مضى، لأن تسحب الامة البساط من تحت أرجل السلطة والحكام الذين فرّطوا بقضية فلسطين، وأن ترجعها لحضنها الدافئ، لتأخذ الأمة زمام المبادرة في هذه القضية فتخرج من بين ظهرانيها من يسير بجيوش المسلمين نحو فلسطين فتحررها وتنتزع كيان يهود من الأرض المباركة كما تنتزع الاصطفلينة.
 
(وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا)
 
14-11-2010م