في لقاء باريس أمس الاثنين، حث الرئيس المصري حسني مبارك أوروبا على أن "تلقي بثقلها وراء جهود تقودها الولايات المتحدة للوصول إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، وقال أن "الإدارة الأمريكية بحاجة إلى دعم قوي من الاتحاد الأوروبي كي تستمر عملية السلام".
وفي مقابل ذلك، قال الرئيس الفرنسي ساركوزي أن "أوروبا تعتزم مواصلة تعزيز القوة الدافعة لعملية السلام في قمة أوروبية متوسطية من المقرر عقدها في 20 نوفمبر تشرين الثاني في برشلونة باسبانيا والتي سيحضرها قادة رئيسيون من الشرق الأوسط"، وأضاف الرئيس الفرنسي "اعتقد أن الدور الأمريكي بالغ الأهمية لكن لا يمكن أن يكون الدور الوحيد."
***
إن التنافس الأمريكي الأوروبي حول القضية الفلسطينية استمر لعقود طويلة قبل أن تتمكن أمريكا من الإمساك بملفات القضية بيدها وحدها خلال السنوات الفائتة، وها هي أوروبا تحاول أن تستعيد دورا خاصا بها، لتكون طرفا فاعلا في القضية لا مجرد داعم للتحركات الأمريكية. وإذ يحث الرئيس المصري أوروبا على دعم الجهود الأمريكية، يذكّره الرئيس الفرنسي بأن الدور الأمريكي لا يمكن أن يكون الدور الوحيد، ويعلن عن قمة أوروبية متوسطية.
لقد عود حكام المسلمين الأمة أن يرهنوا قضاياها ضمن لعبة التنافس على المصالح ما بين القوى الكبرى، ومن ثم يخرجون عليها بمنطق التبرير لتنفيذ البرامج السياسية لتلك الدول، وإذا بادر الحكام بشيء فلا يكون إلا ضمن حدود تلك اللعبة الدولية، كحال مبادرة السلام العربية.
إنه لمن المؤسف حقا أن تظل القوى الغربية هي صاحبة الكلمة في حل قضية المسلمين في فلسطين بينما تبقى الأمة متفرجة على دحرجة هذه القضية في منحدرات السقوط، ويبقى حكامها أجراء لدى هذه القوى الغربية ولا يتحركون إلا ضمن الأطر التي تسمح بها تلك القوى.
إن حل قضية فلسطين لا يمكن أن يكون عبر جهود أمريكية ولا عبر قمة أوروبية ولا حتى عبر مبادرات عربية، ولقد جربت الأمة كل تلك المسارات والمحاولات، وأدركت يقينا أنها سبل للتآمر، وأن السبيل الأوحد لحل القضية هو بإعادتها إلى حضن الأمة الإسلامية كي تحرك جيوشها لتحرير الأرض -كل الأرض- وخلع هذا الاحتلال من جذوره.
31/8/2010