حول ما يتوقعه الفلسطينيون في واشنطن يومي الأول والثاني من ايلول (سبتمبر) المقبل، قال أبو ردينة لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية" ليس لدينا أي معلومات حول مجريات الأمور (...) كل ما نعرفه أن أوباما سيقيم حفل عشاء في البيت الأبيض يوم الأربعاء بحضور أبو مازن ونتنياهو ومبارك وعبد الله الثاني. وفي اليوم التالي أي الثاني من ايلول ( سبتمبر) ستترأس وزيرة الخارجية الأميركية (هيلاري) كلينتون اجتماعا ثلاثيا تعلن فيه انطلاق المفاوضات المباشرة (...) وهذا كل ما نعرف ..
وأضاف أبو ردينة "لا نستطيع الحديث عن شيء لأنه باختصار ليس لدينا معلومات (...) لا بد من الاتفاق على المكان والزمان وجدول الأعمال وكيفية إدارة المفاوضات    وما إذا كانت ستدار ثنائيا إلى آخره من التفاصيل الدقيقية".
*****
تساق السلطة ورجالها وبقية الأنظمة العربية سوق القطيع إلى واشنطن، فلا قيمة لكثرة التصريحات والإطلالات الإعلامية لرئيس السلطة ورجالها ومحاولتهم تضليل البسطاء وإعطاء صورة مزيفة مكشوفة للظهور بمظهر المؤثر في الأحداث، فها هي تصريحات أبو ردينة تكشف تردي وارتكاس السلطة والأنظمة العربية في مستنقعات الذل والتبعية لدرجة ذهابهم إلى مؤتمر لا يعرفون أي شيء عنه سوى أن الإدارة الأمريكية قد استدعتهم لحضوره .
وليس بعيدا على هكذا أنظمة أن توقع على بيع الأرض المباركة وعلى محاربة الإسلام والمسلمين دون أن تقرأ أو تعرف مضمون ما توقع عليه، فلا يقع ذلك ضمن صلاحياتها وقد لا توفر لهم الإدارة الأمريكية "أي معلومات حول مجريات الأمور"، فهذه السلطة وتلك الأنظمة باتت بعيدة كل البعد عن الأمة الإسلامية، بل بعيدة كل البعد عن أقل ما قد يتصف به أي رجل في العالم من رجولة أو احترام للذات .
فأي صفة يمكن إطلاقها على سلطة وأنظمة تعلن وعلى الملأ ذهابها لمؤتمر تاريخي وليس "لديها أي معلومات عن مجريات الأمور" ؟؟؟، فما الذي يدفع تلك الزمرة للذهاب إلى واشنطن سوى الانصياع الأعمى للإدارة الأمريكية!!!.
لقد آن الأوان لكل مسلم يحترم نفسه في هذه الأمة أن ينفض عن هذه السلطة وأن يعمل على خلع هذه الأنظمة الداعمة للسلطة والعميلة، المسلطة على رقاب المسلين في شتى بقاع الأرض والتي تفتقد إلى أدنى درجة من الاحترام للذات على الأقل، فقد باتت التبعية للغرب مذلة ممجوجة صارخة تعافها النفوس، فأضعف الشعوب على الأرض تحظى باحترام وتقدير ويحسب لها حساب ولو بروتوكوليا، فتعرف على الأقل بنود الزيارات وأهداف الاجتماعات .
إن الأمة الإسلامية لا ينقصها رجال ولاتعوزها الثروات، حتى تعامل هذه المعاملة الذليلة في العالم، وإن هذه الزمرة من حكام العرب والمسلمين التابعة للإدارة الأمريكية قد أفقدت الأمة وزنها العظيم وأسقطوها من المعادلة الدولية، وقد آن للرجال في الأمة الإسلامية أن يسقطوها ويلقوا بها في مزبلة التاريخ، فقد أزكمت عمالة هذه الزمرة الأنوف وباتت الحياة في ظلها لا تطاق، ولا سبيل لذلك إلا بإزالة تلك الأنظمة الداعمة للسلطة والحامية لكيان يهود وإقامة الخلافة الراشدة على أنقاضها، فالأمة الإسلامية فيها من الرجال من لا يرضون إلا بالعيش عظماء فوق الأرض أو عظام تحتها ... وهم لن يسكتوا على هذا المشهد المذل للمسلمين، وما هي إلا مسألة وقت حتى يبزغ فجر الخلافة لتعيد للأمة عزتها ووزنها الحقيقي بين الأمم .
30/8/2010