نشرت العديد من وسائل الإعلام اليوم خبر مطالبة النائب الهولندي اليميني، غيرت فيلدرز، حكومته بإلغاء الاعتراف بالأردن، وإطلاق اسم فلسطين عليها، ومن الجدير ذكره أن حزب فليدرز، حزب الحرية اليميني، يصف "إسرائيل" في برنامجه بأنّها خط الدفاع الأول عن الغرب، وأنّ سقوط القدس يعني سقوط أثينا وروما.
 
وفي وقت سابق من هذا الشهر، في خضم السخط العالمي على"إسرائيل" لجريمتها بحق أسطول الإغاثة، وبسبب محاولة بعض الدول الغربية مناكفة "إسرائيل" المناكفة الناعمة، والضغط عليها ضغط الأخ على أخيه،حذر رئيس الوزراء الإسباني السابق خوسيه ماريا أزنار من انهيار "إسرائيل"، معتبرا أن ذلك سيقود إلى انهيار الغرب.
 
وأضاف مذكراً الغرب بالدور الذي يلعبه كيان يهود من حيث كونه رأس حربة الغرب، ودرعه المتقدم لعيد إلى أذهانهم الغاية التي من أجلها أوجد الغرب كيان يهود في خاصرة الأمة :"إسرائيل هي خط دفاعنا الأول في منطقة مضطربة تواجه باستمرار خطر الانزلاق إلى الفوضى، ومنطقة حيوية لأمن الطاقة لدينا بسبب الاعتماد المفرط على النفط الموجود في الشرق الأوسط، والمنطقة التي تشكل خط الجبهة في الحرب ضد التطرف، فإن سقطت فسنسقط معها".
 
وحتى يذكّر أزنار الغرب بالصراع الحضاري، الذي هو أساس الصراع مع المسلمين، قال: "إسرائيل هي جزء أساسي من الغرب وما هو عليه بفضل جذوره اليهودية/المسيحية، ففي حال تم نزع العنصر اليهودي من تلك الجذور وفقدان إسرائيل، فسنضيع نحن أيضاً وسيكون مصيرنا متشابكاً وبشكل لا ينفصم سواء أحببنا ذلك أم لا".
 
ودولة يهود تدرك هذا الأمر، وتعرف الدور الذي تلعبه والغاية التي من أجلها يدعهما الغرب، بل إنّ ليفني عندما زارت فرنسا إبان الحرب على غزة لتشرح مبررات الهجوم على قطاع غزة وسبب رفض " إسرائيل" لوقف إطلاق النار لغاية ذلك اليوم، قالت في لقائها مع ساركوزي "إنّ إسرائيل تجد نفسها بشكل ما في خط الدفاع الأول عن العالم الحر وهي تتعرض للهجوم لأنّها تجسد قيم العالم الحر ومنه فرنسا"
 
نعم، هذه حقيقة كيان يهود، وتلك هي حقيقة الغرب. فالغرب لم يُوجد كيان يهود ويستمر في دعمه والحفاظ عليه إلا من أجل أن يبقى خنجراً مسموما ً في خاصرة الأمة يحول بينها وبين التعافي واستعادة قوتها ولملمة جراحها، فالغرب ومنذ أن هدم دولة الخلافة وهو يعلم أنّه سيأتي على المسلمين يومٌ يفكرون فيه ويعملون على استعادة دولتهم واستئناف حياتهم الإسلامية، لذلك غرس هذا الكيان الخبيث في قلب العالم الإسلامي ليحول أو يؤخر وحدة الأمة واستعادة عزتها.
 
 
ولهذا السبب، نجد أنّ أمريكا والغرب وملة الكفر يتعاهدون كيان يهود بالرعاية والحماية والدعم. وكل المشاكسات التي قد يقوم بها كيان يهود تغفرها لهم أمريكا والغرب، ليس من أجل عيون يهود، بل من أجل أن يبقى كيان يهود معيقاً أمام قيام دولة الخلافة واستعادة الأمة لوحدتها.
 
فلا غرابة أن يعتبر فيلدرز سقوط القدس سقوطا لأثينا ولروما، وأنّ يعتبر أزنار انهيار "إسرائيل" انهياراً للغرب كله، لأنّهم يدركون أنّه بمجرد قيام دولة الخلافة فإنّ هذا يعني سقوط عواصم الكفر ومعاقله الواحد تلو الآخر.
 
ونحن نؤكد للأمة الإسلامية بأنّ اليوم الذي تنتظره قد دنا، وعما قريب ستتحقق بُشرى رسوله الله صلى الله عليه وسلم، وستخفق راية العقاب (راية لا إله إلا الله) فوق ربوع الأرض بإذن الله.
 
23-6-2010