أكد الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني عباس في بيان مشترك لهما مطالبتهما المجتمع الدولي والادارة الامريكية باتخاذ خطوات فورية وفاعلة لإنهاء الحصار غير القانوني واللاإنساني المفروض على قطاع غزة.
وأكد الجانبان إدانتهما لقرار "إسرائيل" إبعاد أربعة أعضاء من المجلس التشريعي الفلسطيني عن القدس وقرارها القاضي بهدم 22 منزلا في القدس الشرقية. وأكد الملك عبد الله، أنه على المجتمع الدولي أن يتحرك بشكل فاعل وسريع لتحقيق التقدم المطلوب في الجهود السلمية باعتبار استمرار الوضع الراهن يشكل خطرا على المنطقة وعلى السلم الإقليمي والدولي.
****
ترسم الأنظمة العربية بتصريحات زعمائها وتحركاتها السياسية صورة واضحة للواقع السياسي الأليم الذي تعيشه الأمة الإسلامية.
فعلى وقع هدم المنازل في القدس وقرارات الإبعاد بحق ساكنيها، وعلى وقع الحصار المفروض على غزة، وبالرغم من احتلال المسجد الأقصى وبقية الأرض المباركة، بالرغم من ذلك كله لا تجد السلطة الفلسطينية ومن خلفها الأنظمة العربية سوى اللجوء إلى الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي " ليتحرك بشكل فاعل وسريع" لإحداث التقدم في الجهود التي تضمن وجود الكيان اليهودي وتثبت أركانه.
تلك الجهود تأتي تحت عنوان "الجهود السلمية" التي تتمثل بحل الدولتين، والذي يقدم فلسطين ليهود على طبق من ذهب، ولا يفوت الأنظمة العربية التأكيد على الحرص على أمن كيان يهود وجنود الولايات المتحدة في المنطقة وضرورة تبريد قضية فلسطين خوفا على " السلم الإقليمي والدولي" وعلى عروش الأنظمة المهترئة.
فلا قيمة للأرض المباركة والبيوت المهدمة والعائلات المشردة والمحاصرة، ولا تأبه الأنظمة الحاكمة بها إلا إذا باتت تشكل خطرا على وجودها المرتبط بالغرب وبأمن كيان يهود.
وعلى الرغم من الفشل المزمن للمفاوضات والذي جدد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية تأكيده على ذلك بقوله " أنه لا أمل من المفاوضات غير المباشرة والتي وصفها بـ"المتعثرة" فى ظل الإجراءات التي يتخذها كيان الاحتلال الصهيوني" معتبراً "أن الأمر أصبح يتطلب إعادة النظر في الموقف برمته "، وعلى الرغم من تناقض الحلول السلمية مع عقيدة الامة الاسلامية وتطلعات شعوبها لتحرير المقدسات، وقلع الكيان الغاصب من ارض فلسطين، إلا أن الأنظمة المرتهنة للقوى الاستعمارية تصر على ربط قضية فلسطين بالغرب ولا ترى حلا لمعاناة أهل فلسطين إلا بتركهم لقمة سائغة للإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي، يحاصرهم ويملي شروطه عليهم ليعترفوا بكيان يهود ويقبلوا به على الأرض المباركة مقابل الغذاء وتخفيف الحصار.
لقد آن للأمة الإسلامية أن تزيل هذه الأنظمة الجاثمة على صدورها، وأن تقيم دولة الخلافة بسواعد شبابها لتمتلك إرادتها السياسية، فتحرر الأرض والمقدسات وتحمل الإسلام رسالة نور للبشرية.
23-06-2010