لم تكتف السلطة بالجرائم السياسية التي ترتكبها في الغدو والآصال، ولم يكفها خوضها لمفاوضات مخزية في ظل جرائم يهود المستمرة من هدم المنازل في القدس وتشريد أهلها منها ومن اعتقالات مستمرة لأهل الضفة وحصارٍ وقصفٍ متواصل لقطاع غزة واعتداءات على سفن الإغاثة، لم يكف السلطة أن تكون على أقل تقدير شاهد زور على تلك الجرائم بل وشريكا فيها بطريقة أو بأخرى، فأصرت على أن تضرب الأمثال وأن تكون السبّاقة في كل فاحشة وفساد.
 
فالسلطة باتت صاحبة رقم قياسي على مستوى أهل فلسطين والبلاد العربية إذ أنها تخطت في قبح فعالها وفي حرصها ورعايتها للفساد الأولين والآخرين في وقت قياسي.
 
فلم يكف السلطة أن ترعى مسابقة لملكة "جمال" فلسطين في ظاهرة جديدة على المنطقة الإسلامية بأسرها، ولم يكفها أن تنظم مباريات كرة قدم نسائية، ولم يكفها أن تنظم الحفلات والمهرجانات الغنائية المختلطة والماجنة، ورعايتها لبرامج ما يسمى بالتبادل الثقافي وإرسال وفود من طلاب المدارس والجامعات من كلا الجنسين إلى الدول الغربية ليتشربوا من ثقافتهم الفاسدة.
 
لم يكف السلطة ذلك كله حتى عمدت مؤخراً في إصرار منها على تغذية كل مظاهر الفساد فقامت مؤخراً برعاية عرض أزياء لفتيات في مقتبل العمر في بيت ساحور، حيث أقيم ذلك الحفل تحت رعاية رئيس وزراء السلطة سلام فياض مثّله فيه وزيرة السياحة وحضره وزيرة الشؤون الاجتماعية ورئيس بلدية بيت لحم، واعتبرت وزيرة السياحة أن هذا الحدث يعبر عن "مدى إيمان شعبنا بمستقبل أفضل رغم كل المعاناة التي لا توصف". ونقلت دعيبس تحيات فياض الذي لم يتمكن من الحضور إلى المحتفلين مؤكدة بأنه سعيد ومسرور بهذا العرس الجمالي."
أي عار وشنار هذا الذي تقحم السلطة فيه أهل فلسطين؟! وهل تريد السلطة من أهل فلسطين أن يتخلوا عن دينهم وأخلاقهم وحتى عاداتهم المتوارثة ليكونوا شعباً يؤمن بمستقبل أفضل وفق تعبير وزيرة سياحة السلطة؟! أي مستقبل مظلم هذا الذي تسوقنا إليه السلطة بجرائمها السياسية والأخلاقية؟!! أي مستقبل هذا الذي يعلوه العري وفاحش الأخلاق وهبوط القيم؟!! ألم يسطروا في كتبهم المنهجية الدراسية "أنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا؟!!" أم أن أخلاق الأمم في نظر السلطة هي فواحش باريس ومجون لاس فيغاس؟!! وماذا تبقى للسلطة أن تصنع من فساد؟!! لم يبق لها سوى أن تفتتح شاطئا للعراة أو مواخير بغاء، بئس قوم وساء ما كانوا يعملون.
 
إن المرأة في نظر الإسلام هي عرض يجب أن يصان ودرة يجب أن تحاط بكل حافظ، وحرمة يجب أن يبذل الغالي والنفيس لأجل الحفاظ عليها، فمن أجل امرأة أجلى النبي عليه السلام بني قينقاع ومن أجل امرأة سير المعتصم جيشاً ففتح عمورية.
 
يا أهل فلسطين، إن السلطة تريد أن تغتال فطرتكم السليمة وأن تمحو ما تبقى من التزام لكم بشرع ربكم في الشؤون الاجتماعية، وهي ترمي من ذلك كله أن تأتيكم من هذه الثغرة لتصحبوا شعباً لا يغار على حرمة ولا يثور لانتهاك عرض وبالتالي شعباً من المقهورين لتمرر عليكم مشاريعها السياسية الخيانية دون رقيب أو حسيب، فاحذروها واحذروا فعالها وجرائمها فهي والله عدوة لكم ولدينكم.
 
أما السلطة فحسابها في الخلافة عسير عسير على أيدي أبناء الأمة الغيورين ويوم القيامة لهم من الله عذاب عظيم.
 
(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ)
 
22-6-2010