استمرت وسائل الإعلام تنقل أخبار المسيرات والاحتجاجات المتواصلة في شتى أصقاع المعمورة احتجاجا على جريمة يهود النكراء الأخيرة والتي أودت بحياة مدنيين عزل. فقد شملت الاحتجاجات والمسيرات الشعبية علاوة على بلدان عربية وإسلامية، كل من استراليا ونيوزيلندا والنمسا وإيطاليا وبريطانيا وأمريكا والمكسيك والبرازيل وفرنسا وألمانيا واليونان والأرجنتين وغيرها.
 
*****
بعيداً عن الأهداف والمرامي السياسية التي تقف خلف حادث الاعتداء على أسطول الإغاثة، وبعيداً عن تناول ردود الفعل الباهتة التي اتصف بها الحكام والأنظمة والتي أزكمت رائحة تخاذلها واستخفافها واستهتارها بدماء المسلمين الأنوف، وبعيداً عن كون هذه الاحتجاجات والمسيرات لا تفك حصاراً ولا تنكأ عدواً، فقد رسّخت الأحداث الأخيرة حقيقة باتت جلية للعالم وهي مدى انحدار مستوى كيان يهود الخلقي والإنساني علاوة على احتلاله واغتصابه للأرض الجاثم فوقها.
فلقد باتت الذريعة الإنسانية التي اعتمدتها القوى الغربية الاستعمارية بالأمس للترويج لكيان يهود ولحشد التأييد الدولي له جراء تعرض اليهود لمذابح ومجازر على حد إدعائهم، باتت تلك الذريعة فارغة المضمون، وتحولت النظرة العالمية لكيان يهود ولو على مستوى الشعوب والهيئات الحقوقية إلى نظرة تجريم ونظرة لمن لا يقيم وزناً لبشر ولا شجر ولا حجر جراء جرائمه المتكررة والمتواصلة وليس آخرها حرب غزة وحصارها المتواصل وقتل آلاف المدنيين وحادثة الأسطول، مما يمهد هذا الرأي المتكون عالمياً للخلافة القادمة قريبا أن تستأصل شأفة كيان يهود بدون معارضة دولية أو استهجان عالمي. ومع أن الرأي العالمي على قضية ما لا يقدم ولا يؤخر من إقدام المسلمين لتحرير بلادهم أو تطهير مقدساتهم، فإن الاستفادة من الأجواء والأعراف الدولية والآراء المتكونة لدى الشعوب -ما لم تحل حراما أو تحرم حلالاً- هو نهج السنة.
إن علو يهود وإفسادهم في الأرض يعجّل بلا شك نهايتهم ويقطع الحبل المتبقي لهم، وإن تحقق ذلك بات أقرب من طرف البصر لو كانوا يعقلون.
 
(فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا)
 
6-6-2010