أعلن النظام المصري أمس رفضه سحب مبادرة السلام العربية، قائلاً إن من يتحدث عن سحب هذه المبادرة فكأنه يتخلى عن الرغبة في إقامة الدولة الفلسطينية.
*****
يصرّ النظام المصري، الذي خذل بل تآمر على فلسطين وأهلها وكان شريكا ليهود في حصار غزة، إلا أن يكون عرّاباً للمشاريع الأمريكية. ويصرّ على تبني الاستسلام والتخاذل واستجداء الحقوق وتسولها من قبل الأعداء الغاشمين، ليكون "الخيار الاستراتيجي" للحكام العرب وعلى رأسهم حكام مصر!
ويأتي هذا الإصرار على الباطل في الوقت الذي يتخطى يهود كل مقاييس البشر في اعتداءاتهم السافرة على المسلمين وعلى أهل فلسطين. وكأن الأنظمة العربية تؤكد أن الرد على جرائم يهود هو بالتمسك بتلك المبادرة الجريمة.
ولا يخفى على مسلم واع أن الترويج للمبادرة العربية، والتي هي مبادرة أمريكية صاغها الأمريكي توماس فريدمان وتبناها ملك السعودية الراهن عبد الله بن عبد العزيز هو تخاذل وتآمر على قضية فلسطين، وانخراط في تنفيذ المخططات الأمريكية.
إن حملة التضليل التي يتزعمها النظام المصري حول إقامة الدولة الفلسطينية "العتيدة" لن تنطلي على أهل فلسطين، إذ يتعامى هذا النظام عن أن تلك المبادرة تقدم العالم العربي والإسلامي على طبق من ذهب ليهود عبر التطبيع الكامل لقاء سماح يهود إقامة دويلة هزيلة على جزء مما تبقى من فلسطين، بعد التفريط بجل الأرض ليهود.
إن دور مصر عبر تاريخ الأمة الطويل كان دوراً مشرفاً، فقد كانت مصر بوابة الأرض المقدسة، ومنها انطلقت الفتوحات ومنها انطلق زحف التحرير بقيادة المظفر صلاح الدين، فحق لها أن توصف بأنها كنانة الله في أرضه، ولكن حكام مصر اليوم قد أبدلوا قومهم دار البوار وأحالوا عزهم ذلاً ونصرتهم لإخوانهم تآمراً، فهل يستمر هؤلاء الحكام في دورهم التآمري على أمتهم أم يجرفهم تيار التغيير القادم الذي سيعيد للأمة كرامتها وعزها؟
 
7-6-2010