لا يُكسر الحصار الذي يفرضه العدو المدجج بالسلاح بالحركات الاستعراضية ولا بقوى المجتمع الدولي السلمية
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
إن الرهان على الوسائل السلمية والاتكال على قوى المجتمع الدولي المدني لكسر الحصار الذي تفرضه دولة يهود الباغية المتغطرسة على قطاع غزة هو رهان خاسر بكل تأكيد.
 
ذلك لأن قوة جيش الاحتلال اليهودي المدجج بأعتى الأسلحة لا يمكن أن تهزم بقوة من النوايا الحسنة لما يُسمى بقوافل الحرية والسلام.
 
كما أن الاتكال على القوى الدولية المنافقة لما يُسمى بالمجتمع الدولي ذات الأوجه المتعددة لن يزيد المراهنين عليها إلا خبالا، فهذه القوى الأجنبية أثبتت أكثر من مرة بأنها مجرد وسيلة ضغط صورية فاشلة لا تملك أي تأثير حقيقي على الكيانات الإجرامية المتغطرسة كالكيان اليهودي.
 
وفاعلية مثل هذه القوى ذات الطابع الاستعراضي لا تتعدى الجانب الدعائي التهويشي الذي يُثير زوبعة إعلامية هائمة لا فائدة تُرجى منها سوى دغدغة عواطف الناس، وتفريغ طاقاتهم المشحونة في غير أماكنها، والتنفيس عن مشاعر الأمة المحقونة بالغيظ، وإلهاب مشاعر الحماسة لديها لبرهة زمنية عابرة سرعان ما تعود بعدها إلى حالتها الأصلية من السكون والبرود.
 
إن حكومة تركيا لو كانت جادة في كسر الحصار المضروب على غزة منذ سنوات لأرسلت مع قوافل الإمدادات الغذائية والدوائية قوافل أخرى من السفن الحربية المحملة بالصواريخ والمدافع والأسلحة الفتاكة التي تُخيف العدو وتُرعد فرائصه فتحمي ركاب السفينة المدنيين التي تحمل المؤونة والمواد الغذائية والدوائية من اعتداءات المروحيات والزوارق الحربية (الإسرائيلية).
 
 إن الدولة التركية لو فعلت ذلك لما تجرأت دولة يهود على الاعتداء على المواطنين الأتراك وغيرهم من المواطنين العزل الذين كانوا على متن هذه السفن المدنية.
 
إنها لو فعلت ذلك لكسرت هذا الحصار اللعين فوراً، لأن دولة يهود وقتها لن تُجازف بالدخول في معركة بحرية خاسرة مع السفن الحربية التركية، فقواتها أجبن من أن تفعل ذلك لا في المياه الدولية ولا في مياه قطاع غزة.
 
مثل هذه الآلية البسيطة تستطيع تركيا كسر الحصار، وإنقاذ أهل غزة، وتحريرهم من ذلك    ( السّجان الإسرائيلي ) الذي لم يُواجه حتى الآن أي تصميم لدى أي دولة من دول المسلمين على تحديه ومنازلته.
 
أما أن تُرسل تركيا المدنيين العُزل ليواجهوا الرصاص ( الإسرائيلي ) الغادر بصدور عارية، وبلا رحمة، فهذا ليس بالعمل السياسي الحصيف.
 
إن فعل سياسي أحمق قامت به تركيا وأدى إلى إزهاق أرواح بريئة لمجرد تسجيل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مواقف إعلامية فارغة لا تُفيد الأمة بشيء ولا ترفع عنهم أي ضيم.