أنهى مؤتمر الاستثمار الفلسطيني الذي انعقد في بيت لحم على مدار يومي الأربعاء والخميس المنصرمين فعالياته، وكان من ضمن الحضور مستثمرون عرب وأجانب ووكالات غربية كالوكالة الأمريكية للتنمية والوكالة البريطانية للتنمية، وحضر المؤتمر وفد أمريكي برئاسة ميتشل الذي اعتلى منبر المؤتمر مخاطبا الحضور بقوله "الاستثمار في فلسطين: استثمار في السلام" وقال ميتشل أن النمو الاقتصادي جلبنا إلى بيت لحم، والإصلاحات التي تقوم بها السلطة الوطنية هي ما دفع الرئيس أوباما لإرسال وفد برئاستي شخصيا للمشاركة في المؤتمر.
 
وقال بلير إن فلسطين مفتوحة للاستثمار ومناخها آمن، إذ انه رغم كل معوقات العملية التفاوضية إلا انه هناك مؤشرات من البنك الدولي بالعمل على إزالة كل الصعوبات وذلك من خلال تسهيلات لكافة المستثمرين. كما أكد أنه قد حان الوقت للفعل وضخ الأموال للمنطقة بدلا من الأقوال.
 
وللتعليق على هذا الحدث نتناوله من زوايا أربع:
أولاً: مع كل حدث ترعاه القوى الغربية الاستعمارية تثبت الحقائق أن تلك الدول لا تقدم الأموال إلا لتحقيق مشاريعها الاستعمارية في المنطقة وهو ما عبر عنه ميتشل بقوله " الاستثمار في فلسطين: استثمار في السلام" ولا يعني ذلك سوى استثمار في المشروع الأمريكي المعروف بحل الدولتين، ولم يخفِ ميتشل أن وفده جاء داعماً لرجل أمريكا في السلطة "فياض" "رجل الإصلاحات!!".
 
ثانياً: لطالما غررت القوى الغربية الاستعمارية بأهل فلسطين ومنتهم ووعدتهم بأن تصبح فلسطين سنغافورة جديدة أو هونغ كونغ أو سويسرا الشرق الأوسط، ولا زالت هذه الوعود تتواصل عبر مؤتمر الاستثمار، والحقيقة التي يعاينها أهل فلسطين أن الفقر والجوع وضيق العيش قد أطبق عليهم وباتت فلسطين صومال الشرق الأوسط!! (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورً).
 
ثالثاً: إن من المشاريع "الواعدة" التي تحاول السلطة من خلالها إغراء المستثمرين الأجانب، مشاريع الملكيات العامة التي تنوي السلطة تخصيصها كالكهرباء، مما ينبأ أهل فلسطين بمزيد من ضيق العيش حيث سيتم تقديمهم وتقديم ممتلكاتهم العامة لقمة سائغة لحيتان المال.
 
 رابعاً: إن قول بلير أن فلسطين مفتوحة للاستثمار ومناخها آمن هو محض تضليل فلا استثمار في فلسطين دون إذن الاحتلال وموافقته فالسلطة تفتقر لإذنه في فتح شارع خارج مناطق "أ" فكيف لها أن توفر مناخاً آمناً للاستثمار؟!!
 
إن مشروع السلطة هو مشروع غربي ترعاه القوى الغربية وتسعى لتنشئته على عين بصيرة، والسلطة لو أتت بالمال وأمطرت الناس بالذهب والفضة ستبقى وليداً غير شرعي لاتفاقيات باطلة تناقض أحكام الإسلام وشريعته التي يدين بها جل أهل فلسطين، والحال كذلك كيف سيكون موقف أهل فلسطين والسلطة بمشاريعها وانسياقها خلف المشاريع الغربية لا تجلب سوى الفقر والجوع وضنك العيش؟ لا شك أن الفجوة بين أهل فلسطين وبين هذه السلطة ستزداد اتساعاً يوماً بعد آخر، وسيبقى أهل فلسطين يتطلعون ليوم تحرر فيه بلادهم وينعمون فيه بالأمن والأمان في ظل دولة الإسلام فلا تبقي السماء من قطرها إلا أنزلته ولا تبقي الأرض من خيراتها إلا أخرجته.
 
4-6-2010