إن أعظم ثروةٍ نالتها الأمةُ الإسلامية هي ثروةُ المبدأِ الإسلاميِّ الذي جعل منها أمةً سادت العالمَ بعد أن كانت قبائلَ مشتتةً لا وزن لها، وأهلّها للصمود في وجه أعتى الحملاتِ الفكريةِ والسياسيةِ والعسكريةِ التي استهدفت كينونتها وهويتها الإسلامية، وإن من أهم المحطاتِ على طريق نهضة هذه الأمةِ وعودةِ مكانتها وهيبتها على الساحة الدولية هي محطةُ تغييرِ طريقةِ التفكيرِ وتغيير القاعدةِ الفكرية التي تُبنى عليها الأفكارُ؛ لأنه لا تأثيرَ سياسياً عملياً للعقيدة الإسلامية ما لم تكن هي القاعدةُ الفكريةُ لجميعِ الأفكار وما لم تكن الأحكامُ الشرعية هي المسيرةُ للأعمال وليس العكس.