حزب التحرير يصف فكرة الحق التاريخي بالتهافت ويناقش مفهوم حق العودة
التفاصيل
عقد حزب التحرير ندوة فكرية سياسية بعنوان: نظرة في الحق التاريخي وحق العودة، وذلك في قاعة رشاد الشوا في مدينة غزة يوم الاثنين 26-4-2010م، حضرها حشد من النخب والأوساط السياسية.
حيث تحدث الأستاذ إبراهيم الشريف عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين عن فكرة الحق التاريخي في كلمة تحت عنوان : "تهافت الحق التاريخي أمام حقائق الإسلام"، ابتدأها بقوله: (إن من أهم المحطاتِ على طريق نهضة هذه الأمةِ وعودةِ مكانتها وهيبتها على الساحة الدولية هي محطةُ تغييرِ طريقةِ التفكيرِ وتغيير القاعدةِ الفكرية التي تُبنى عليها الأفكارُ؛ لأنه لا تأثيرَ سياسياً عملياً للعقيدة الإسلامية ما لم تكن هي القاعدةُ الفكريةُ لجميعِ الأفكار وما لم تكن الأحكامُ الشرعية هي المسيرةُ للأعمال وليس العكس.)
ووصف فكرة الحق التاريخي في فلسطين بأنها ابتداع يهودي لمحاولة اختلاق حق لهم في فلسطين، ورفض الاحتكام للتاريخ في إثبات الحق في الأرض وقال أن ذلك خطر على قضايا المسلمين : (وجعلوا بفكرة الحق التاريخي، فلسطين من حق الوثنيين ومن حق العرب أو الفلسطينيين خاصة دون سائر المسلمين، ويكونون على نفس الطريقة في التفكير قد جعلوا خيبر من حق يهود ولا حق للمسلمين فيها، وجعلوا كذلك لا حق للمسلمين في الأندلس واليونان وقبرص وصقلية وغيرها من البلاد التي كان قد فتحها المسلمون، وذلك بحجة أن المسلمين ليسوا أول من سكنها، وهذا مخالف لفرض استرجاع كلِّ أرض إسلاميةٍ غصبها الكفار.)
وفي رده على سؤال حول الجمع بين الحق التاريخي والحق الشرعي رفض الشريف قطعيًا جعل التاريخ مصدرًا للحق في الأرض واعتبر أن فكرة الحق التاريخي في فلسطين مخالفة لأحكام الإسلام لا يجوز الاستناد إليها واتهم الذين يستندون إليها بأنهم ينظرون إلى استجداء الحقوق من المستعمرين فلذلك يحاولون تغيير وجوههم وتبديل مفاهيمهم ليتقبلهم المجتمع الدولي وقال: (إن الله هو الحق المبين، وهو مصدر الحقوق، والأرضُ لله حقيقةٌ يقررها الله تعالى في قرآننا المحفوظ في سورة الأعراف: (قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) فالحق في الأرض كما أخبر موسى عليه السلام قومَه من بني إسرائيل ليست لمن يسكن أولاً وإنما لمن يورثّهم الله إياها بإيمانهم حتى ولو غلبهم عليها قومٌ آخرونَ لفترة معينة فإنها في النهاية من حق المتقين)
بينما تحدث الأستاذ حسن المدهون عن حق العودة في كلمة بعنوان "العودة إلى فلسطين أم عودة فلسطين إلينا"، حيث ذكر أن هذه المسألة كانت هامشية مقارنة بالدعوة إلى تحرير فلسطين وعودة فلسطين إلى المسلمين، ولكن مع ظهور المشاريع السياسية التي تقر بأحقية الاحتلال في الوجود، ظهر هذا المصطلح الذي وصفه المدهون بأنه مصطلح مضلل، إذ يدعو إلى عودة بعض اللاجئين على الأساس الإنساني الذي يتحكم به كيان يهود فاقد الإنسانية، علاوة على اختزال الأمر بفكرة الحق الفردي الذي يصح التنازل عنه، كما جاء في المبادرة العربية التي يتعاملت مع الأمر بناء على قرار الأمم المتحدة رقم 194، والذي يدعو الى مبدأ التعويض.
كما وانتقد المدهون، السجالات التي تدور أحيانا حول مسألة التوطين، وبين أن هذا الأمر مبني على فكر مغلوط.
كما وبين أن مسألة التوطين التي تطرح بين الفينة والأخرى، إنما هي مسألة مغلوطة فليس أهل فلسطين فقط هم المسئولون عن تحريرها، وبالتالي فقد دعا إلى توفير سبل الحياة الكريمة لهم، وفي نفس الوقت العمل على توحيد هذه الكيانات في دولة واحدة وتجييش الجيوش لإعادة فلسطين إلى المسلمين، بدلا من التغني بالعودة تحت حراب الاحتلال والقبول به وحماية أمنه، كما تنص المبادرات التي تدعو إلى حق العودة.
وفي إجابة له عن أحد الأسئلة، بين الأستاذ حسن المدهون، أن العودة المطلوبة هي عودة فلسطين كاملة إلى أهلها، وليس مجرد عودة لاجئ مع بقاء الاحتلال، وقال: (إن على المؤمن أن يكون كيساً فطناً، وينبغي أن يعي أن القرارات الدولية ساحات إعدام جماعي للقضايا العادلة، وأن دول القرار الغربي حاربت الأمة قروناً طويلة ومكنت ليهود في فلسطين دون حياء، فهل يثق الحمل بالجزار؟ وهل تثق الضحية بالجلاد؟)