تعليق صحفي
الرد على وعد بلفور بإسقاط الاتفاقيات الباطلة وتحرير فلسطين لا بطلب الاعتذار والتعويض
طالبت حكومة السلطة الحكومة البريطانية بالاعتذار عن وعد بلفور "بتصحيح هذا الخطأ التاريخي الذي ارتكبته بحق شعبنا من خلال الاعتراف بمسؤوليتها التاريخية والقانونية والأخلاقية عن الأضرار التي لحقت بشعبنا نتيجة للسياسات التي طبقت بسبب إعلان بلفور، وإصدار اعتذار رسمي عن دور بريطانيا في هذا الظلم المستمر، والاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967، والتعويض للشعب الفلسطيني وفقا لأحكام ومبادئ القانون الدولي والعدالة والمساواة".
إن أي تصريح أو موقف سياسي حتى يتسم بالجدّية لا بد أن يكون في مستوى الحدث وتداعياته وخطورته، وإلا كان مجرد ضوضاء إعلامية أو ذراً للرماد في العيون؛
فأن تسخط السلطة وحكومتها على بريطانيا وبلفورها ثم تطالب بحل الدولتين لتكريس هذا الوعد المشؤوم، ويتشدق قادتها بإنهاء عذابات اليهود "المساكين!"، ويقرّوا ويعترفوا بأن صفد "إسرائيلية"، فهذا السخط تمثيل وتضليل.
ثم إن مطالبة بريطانيا بالاعتذار والتعويض هو ترسيخ لهذا الوعد وقبول به وأنه بات أمراً مقضيا ولكن ينقصه "الاعتذار الرسمي" وبعض فتات المال لتمضي الأمور ويُسر ويحتفل الجميع!!
إن من اكترث لمعاناة أهل فلسطين ومن تقطع فؤاده لتهجيرهم وقتلهم لا يمكن أن يصافح قاتلهم يوماً، ولا يمكن أن يعتبر التنسيق الأمني معه "مقدساً"، ولا يمكن أن يتاجر بهذه التضحيات في سوق النخاسة تحت مسمى تعويضات، فلا يكافئ الدم إلا الدم، ولا ينسي التهجير إلا العودة، ولا يمحو الاحتلال إلا التحرير.
إن من يرفض وعد بلفور حقاً عليه أن يرفض اتفاق أوسلو وأن يرفض حل الدولتين وأن يسعى لحشد الأمة خلف خيار التحرير لتتحرك جحافل جند المسلمين فتطهر الأرض المباركة من رجس يهود وتلقنهم ومن ورائهم الأمريكان والإنجليز دروساً تنسيهم وساوس الشياطين، وغير ذلك ضحك على الذقون!
(إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا)