تعليق صحفي

دماء الشهداء لعنة على المطبعين والمفاوضين ونور للمخلصين

في ذروة "ترقب" انفراج الأزمات التي يعيشها أهل قطاع غزة، وفي ذروة "الالتهاء" بمخاض مصالحة الشركاء المتشاكسين، وفي ظل حديث عباس رئيس السلطة وتذمره من فشل مشروعه التفاوضي، وفي ظل الحديث عن تنازلات كبيرة ستقدمها حركة حماس، وفي ظل جولات الإعداد للتطبيع بين كيان يهود وحكام المنطقة ومنهم السعودية وأميرها الذي يجاهر بعداوة الإسلام تحت مسمى محاربة الفكر المتطرف، وفي ظل استمراء الحركات الفلسطينية اعفاء الأمة وجيوشها من نصرة قضية فلسطين والاكتفاء بدور أجهزة مخابرات الأنظمة العميلة، تارة بحجة المصالحة وتارة أخرى بحجة عدم التصعيد وانتظار الرد في الزمان والمكان المناسبين!،

في ظل ذلك كله، استشهد مجموعة من المجاهدين في قطاع غزة جراء قصف يهودي مجرم، لتكون هذه المجزرة شاهداً جديداً على حقيقة كيان يهود، وأن العلاقة معه هي علاقة الجهاد والقتال حتى يزال هذا الكيان من جذوره (وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ) لا يبطل ذلك اتفاقيات ولا قرارات ولا مفاوضات، وأن الخلاف معه هو خلاف وجود وليس خلاف حدود تنقص أو تزيد عن حدود الحلول الأمريكية بالقبول بجزء من جزء من أرض فلسطين.

إن هذه الدماء الزكية التي سالت على ثرى غزة، إنما هي لعنة على المفاوضين المهزومين، ولعنة على المطبعين المهرولين، ولعنة على من خذل أهل فلسطين من أنظمة اعتدال وممانعة كاذبة؛ تلك الأنظمة التي ترسل جيوشها خدمة لأمريكا، لا فرق في ذلك بين إيران أو تركيا أردوغان، ولا بين السعودية أو النظام المصري.

إن تضحيات أهل فلسطين حجة على الجيوش التي ما زات لم تتحرك الحركة الصحيحة ولم تكسر الأغلال التي قيدها بها الحكام، ولعل هذه الدماء والتضحيات التي يقدمها أهل فلسطين تنير درب الأمة تجاه تحرير فلسطين كاملة، وتنير طريق أهل القوة والمنعة من الجيوش بأن عدوهم ليس الأمة وليس وهم "الارهاب" المصنع في أجهزة المخابرات الدولية والاقليمية، بل هو كيان يهود والغرب الكافر المستعمر الذي يدعم هؤلاء الحكام وأنظمتهم.

(وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ)

31/10/2017