تعليق صحفي

"لا عدالة، لا سلام"...النموذج الأمريكي الذي تفرضه على العالم!!

سار آلاف المتظاهرين، الأربعاء، في نيويورك وبالتيمور على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، مطالبين بالعدالة بعد وفاة شاب أسود واحتجاجا على أعمال العنف التي تقوم بها الشرطة.

وردد المتظاهرون ومن بينهم طلاب جامعات ومعاهد شعارات منها "لا عدالة، لا سلام"، و"أرسلوا رجال الشرطة القتلة هؤلاء إلى السجن وكل النظام مذنب".ورفعوا يافطة كتب عليها "رجال الشرطة القتلة يستحقون السجن".

وأظهرت لقطات تلفزيونية مئات من طلاب الجامعات في مسيرة أمس الأربعاء وهم يرددون هتاف "حياة السود مهمة". وانضم آلاف من سكان بالتيمور من جميع الأعراق إلى تلك الحشود.

يختزل المتظاهرون في عقر الرأسمالية عقيدة الرأسمالية وإفرازاتها في جمل تعيش معانيها شعوب العالم الواقعة تحت ظلم أمريكا وأخواتها منذ عقود ، فلا سلام ولا عدل و لا قيمة لحياة البشر ولا أهمية لدماء الشعوب ولا محاسبة "لرجال الشرطة " وأدوات الأنظمة العميلة لامريكيا وأخواتها من الوحوش الرأسمالية .

رأسمالية نشرت القتل والدمار في العالم وقتلت كل قيمة في سبيل السيطرة على الثروات ومصادر الطاقة والحفاظ على إنتاج مصانعها وفتح الأسواق لمنتجاتها ، في سبيل ذلك الهدف الدنيء داست أمريكيا على كل شيء جميل وراق في الإنسانية وتحولت أمريكيا  وأخواتها إلى وحوش مسوخ بلا رأفة ولا رحمة ، وأنى لوحش مسخ أن يرأف ببشر مهما كانت جنسيته أو عرقه أو دينه أو مكان سكناه !!.

فلا معنى عند الأنظمة الاستعمارية ولا قيمة للبشر فالدولة في النظام العلماني الرأسمالي أداة فعالة - بشرطتها وعسكرها وأمنها وسجونها وقتلتها ومرتزقتها وجيشها- ...أداة فعالة لحفنة من المتنفذين الرأسماليين أصحاب المصانع المتخمين الذين لا تهمهم إلا ثرواتهم وحسن سير إعمالهم ونماء ثرواتهم ولا يهم في سبيل ذلك أن تباد شعوب أو تحكم القبضة الأمنية على مدن ..فالمهم هو المال وتنميته والباقي " إحصائيات وخسائر جانبية " يمكن التعامل معها .

إن الانحراف والتوحش لأمريكا وأخواتها الاستعمارية الذي طال العالم لن تسلم منه شعوبهم ذلك لان التوحش والاستهتار بقيمة الحياة عقدي في سلوك الأنظمة الاستعمارية وليس سلوكا شاذا أو استثنائيا في سياستهم أو تعاطيهم مع الشعوب ، فطبيعة العقيدة الرأسمالية التي لا تقيم وزنا لحياة البشر ، فلا عدالة ولا سلام للبشرية في ظل تَسّيد الوحوش الاستعمارية وسيطرتها على البشرية .

لقد آن للبشرية أن تتصل بشريعة الله لتنهل من رحمتها بعد طول غياب لأحكام الله وتشريعاته التي تضمن العدل والسلام للبشرية ، وآن للأمة الإسلامية أن تضطلع بمسؤوليتها وتحمل رسالتها التي أوكلها الله بها فتعمل على استعادة سلطانها وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة لتعيد اتصال البشرية بأحكام الله فترى نور ربها وتتنسم الحرية والإنسانية والعدل والرحمة والسلام في ظل أحكام الإسلام وتشريعاته ، والى أن تقوم دولة الخلافة ... على الثورة أن تستمر .

"وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ"

30-4-2105