تعليق صحفي
الائتلاف السوري يكشف عن مشروعه الأمريكي ويعبد الطريق للعبور الايراني
نشرت الجزيرة نت (30-4-2015) خبرا يمهّد فيه الائتلاف السوري لقبول مشاركة إيران بجنيف 3، وجاء فيه: "قال رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية خالد خوجة إن مشاركة إيران في مؤتمر جنيف 3 -إذا انعقد- ستكون مقبولة شريطة موافقتها على مقررات جنيف 2 بما تضمنته بشأن المرحلة الانتقالية".
إن هذا الخبر هو صفعة لثورة الشام، التي أُريقت فيها الدماء الزكية للتحرر من الهيمنة الأمريكية، وللتخلص من عملائها في سوريا وفي إيران، وهم الذين ما توقفوا عن القتل فيها تحت عين أمريكا وبصرها، فكيف يصبح القاتل شريكا في الحل؟ وبأي منطق "ثوري" يمكن لجهة تدعي أنها ثورية أن تتناسى أن إيران تقاتل في صف النظام السوري، عبر ضباط وقناصة يؤازرون ويشاركون عساكر بشار، وعبر حزبها في لبنان!
وهو يجدد فضح الائتلاف السوري الذي يصر على وضع الثورة في حضن الاستعمار الأمريكي، ويمهد لتمرير رؤيتها في الحل السياسي الذي يبقي على النفوذ الأمريكي فيها، ويشرعن مشاركة الجزار الإيراني في ذلك الحل.
إن مسيرة الائتلاف نحو "الحل السياسي" الأمريكي آخذة بالتجذر، وقد سبقها قبل شهرين التقاء ما تسمّى «معارضة الخارج» (الائتلاف) مع وهيئة التنسيق الوطنية «معارضة الداخل»، ووصولهما إلى تفاهم على مبادئ لتسوية سياسية للأزمة المستمرة، تستند إلى بيان جنيف-1 الذي صدر في يونيو 2012، وقرارات مجلس الأمن المتعلقة بسوريا. وهي تكشف عن نهج سياسي كانت جريدة القدس العربي قد نشرت وثائقه في التفاهمات بين الطرفين في 22-1-2015.
وهذا الانفلات الثوري لدى الائتلاف العلماني هو امتداد لسياسة أمريكا التي تفرضها على ثورة الشام عبر طرفين: طرف النظام وطرف ما يسمى بالمعارضة، حيث تصرّ على إعطاء المهل للنظام حتى ينضج البديل عن بشار في تحقيق وتأمين مصالحها في الشام، وهو ما تطلب سفك الدماء حتى يملّ الناس من التغيير، أو تنهك الثورة. وقد التقت مصالح الأطراف كلها على قضية مصيرية عندهم، تتمثل في مواجهة انبثاق مشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تقضي على النفوذ الغربي تماما وتجتث العملاء.
ولذلك فإن مسئولية ثوار الشام المخلصين تتعاظم يوما بعد يوم في الحفاظ على طهر الثورة، وعليهم أن يستحضروا دائما أن ثورة الشام هي ثورة أمة: للتمرد على الرأسمالية وأطروحاتها، وهي ثورة ضد الاستعمار لا يمكن أن تتعايش معه ولا أن تتقاطع مع مصالحه أو أن تلتقي مع الحلول التي يطرحها.
30-4-2015