تعليق صحفي
منطق السلطة في إنكار التقارير الحقوقية كمنطق بن علي والقذافي وصالح والأسد!
في مؤتمر صحفي عقد في مقر التوجيه السياسي برام الله للرد على تقرير ائتلاف أمان ومنظمة الشفافية الدولية ومعهد ماس حول الفساد في مؤسسة السلطة الأمنية. قال الناطق باسم أجهزة السلطة الأمنية عدنان الضميري "إن التقرير سياسي وغير موضوعي وله أهداف لخدمة مشاريع خاصة".
لم تكن هذه الواقعة الأولى من نوعها، حيث تنكر السلطة تقارير حقوقية تجرّم أجهزتها الأمنية وتبين قمعها للمواطنين وتصفها بالفساد، ففي كل مرة كان الإنكار واتهام الجهات التي أعدت التقارير بالارتباط بأجندات خارجية وخدمة سياسات دولة خارجية ووصف تلك التقارير بالمؤامرة، هو رد السلطة، وهي بذلك تتحدث بنفس منطق الأنظمة البائدة التي كانت دوماً تخرج نفسها من دائرة القياس وتصف الثورات بالمؤامرة وتصف الثائرين ضدها بخدمة أجندات خارجية. منطق "فرعوني" برز في تونس وتكرر في مصر وليبيا واليمن وسوريا.
وقد سبق للضميري نفسه أن أنكر حوادث وتقارير تجرّم الأجهزة الأمنية؛
• فقد اعتبر أن تقرير منظمات حقوق الإنسان حول أحداث القمع التي تعرض لها المتظاهرون السلميون بتاريخ 30 حزيران والأول من تموز من العام الماضي، يشكل هجوماً على رئيس السلطة متوافقاً مع الهجوم الأمريكي "الإسرائيلي" الحمساوي ولمنعه من التوجه إلى الأمم المتحدة، ومتوافقاً مع تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش الأمريكية.
• وفي تصريحات سابقة حول اعتداءات الأجهزة الأمنية على المواطنين، اتهم الضميري منظمات حقوق الانسان بأنها لا تتوخى الدقة، ولا تفحص الشكاوى المقدمة اليها، ولا تراجع الأجهزة الأمنية عن فحوى الشكاوى التي تتلقاها.
• بل إن الضميري عاب على الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، وهي هيئة أنشأتها السلطة بقرار من رئيسها السابق، بقوله -تعليقاً على آخر تقرير لها وما ورد فيه من رصد لانتهاكات- "للأسف، الهيئة المستقلة لا تقوم بأعمال تحقيق وتدقيق بهذه المعلومات، بل تتبنى وجهة نظر المشتكية وتنقلها".
• وسبق للضميري أن كذب إقدام الأجهزة الأمنية على قمع نشاطات حزب التحرير السلمية في رام الله والخليل ومناطق عدة في الضفة خلال سنوات سابقة، في الوقت الذي كانت وسائل الإعلام ترصده بعدساتها ويوثقه الحزب عبر موقع مكتبه الإعلامي.
فمتى ستعترف السلطة بتقرير حقوقي يصف سلوك أجهزتها الأمنية بالسلبي؟
إن حالة الإنكار التي تعيشها السلطة ومحاولة تغطيتها الشمس بغربال، لن يسعفها ولن يكون حبل نجاة لها في ظل ثورات تخطت فيها الأمة الأنظمة المتجبرة وكسرت عنفوان أجهزتها الأمنية ولم يعد يرهبها قمع أو صولجان.
1-2-2013