تعليق صحفي
الرأسمالية العلمانية...دواؤها قاتل والبشر ضحايا للشركات والمتنفذين!!
تفتقد الرأسمالية التي تحكم دول العالم إلى أدنى القيم الأخلاقية والإنسانية، ولا تقيم وزنا إلا للقيمة المادية، فتشرع القوانين من قبل الشركات العملاقة والمتنفذين لحماية وزيادة ثرواتهم على حساب الإنسانية وصحة البشر، فلا قيمة للإنسان إلا كمستهلك لما تنتجه شركاتهم الرأسمالية، ولا وزن ولا اعتبار لأية مضاعفات أو نتائج سلبية على المجتمع تجلبها منتجاتهم الاستهلاكية ما دامت تدر ربحا ماديا وتزيد من ثرواتهم، ولا اعتبار لأية مضاعفات...حتى وإن كان دواءً يشترى علّه يخفف ألماً أو يشفي سقما!!
فقد تبين أن "أفانديا"، وهو دواء شهير لمرض السكري، تبين أنه "مسبب خطير لأزمات في القلب والشرايين ولكسور في العظام"، وأن "منافعه غير كافية لاستخدامه مقارنة مع المخاطر التي يجلبها"، بحسب ما ورد في 2010 من حيثيات وموجبات اطلعت "العربية نت" على ملخصاتها، وصدرت ضمن توصيات أوروبية وأمريكية أدت إلى سحبه من التداول لاحتوائه على مادة "روزيغليتازون" الأساسية فيه.
ولهذه المادة مضاعفات جانبية على القلب، وفيها ما يسبب موت إحدى عضلاته، أو فشل فيه ينتج عنه احتقان وضيق بالتنفس خانق، وتورم بالمفصل الواصل بين القدم والساق، لذلك وصل صدى خطرها في 2007 إلى الكونغرس الأمريكي، فأوصى بدرس الدواء، وفي فبراير/شباط 2010 صدر تقرير عن إحدى لجانه أكد أن له علاقة بإصابة عشرات الآلاف بأمراض قلبية متنوعة، وأن الشركة المنتجة كانت على علم بالأمر منذ سنوات، لكنها أبقته طي الكتمان."
ومع علم تلك الشركة الرأسمالية بكل تلك المضاعفات القاتلة لذلك الدواء "القاتل" منذ سنوات، إلا أنها استمرت في إنتاجه وتسويقه في العالم، فلا قيمة لديها للبشر وصحتهم! فهي تقتل عن سبق إصرار في سبيل زيادة ثروتها، لتتحول بتلك العقلية العلمانية المادية المصلحية من شركة دواء يفترض بها أنها تخفف الألم وتحارب السقم إلى أداة قتل تنشر الموت والحزن والألم عبر العالم في علب الأدوية وأقراص الاستشفاء!!
وتشارك الدول الرأسمالية العلمانية في تلك الجريمة، ولا تنظر لها إلا من خلال منظورها المادي الذي أورد البشرية المهالك، فوضعت ثمناً ماديا لحياة البشر، تستطيع شركات الأدوية دفعه على شكل تعويضات بعد سنوات من المقاضاة لتستمر في عملها وترويجها لسموم قاتلة على أنها "أدوية"، فبحسب ما ورد الخميس في وسائل إعلام بريطانية، "فإن شركة GlaxoSmithKlineالمنتجة للدواء مصرّة على الدفاع عن نفسها ورفض مبدأ التعويض، رغم أنها عوّضت الحكومة الأمريكية بمبلغ 3 مليارات دولار في تسوية خارج المحاكم، لفتك دوائها بعشرات الأمريكيين أو لتضررهم منه، خصوصاً أن الدراسات أحصت 100 ألف نوبة قلبية تعرض لها متناولوه الأمريكيون وحدهم، من أصل أكثر من 300 ألف نوبة متنوعة في العالم.
وبذلك تكون الدول الرأسمالية التي تنشر القتل عبر جيوشها الاستعمارية في العالم تنشر الموت في علب الأدوية وترعى القتل والشركات الرأسمالية المهلكة للحرث والنسل ولا تضع لها حدودا، بل تفتح لها أسواقا جديدا عبر توسيع مناطق نفوذها باستعمار الشعوب ونهب ثرواتهم.
وقد انتشر ذلك الدواء في بلادنا فهناك "مرضى عرب بالسكري لم يقتلهم الداء الذي يعاني منه أكثر من 220 مليون إنسان في العالم، بل ماتوا أو تفاقمت عللهم من تناولهم دواء صنعوه خصيصاً ليعالج المصابين منهم بالنوع الثاني من السكري، وهو الأكثر شيوعاً، خصوصاً في العالم العربي، حيث عدد مرضى السكري أكثر من 33 مليوناً "خصوصا في مصر ودول الخليج العربي.
وبتلك الحقائق المرعبة عن أنواع القتل الذي تتعرض له البشرية بعامة والأمة الاسلامية بخاصة التي تفتقد للراعي الذي يرعى مصالح شعوبها ويسهر على صحتهم ومعاشهم، بتلك الحقائق والصورة القاتمة لحياة الأمة البائسة في ظل الرأسمالية العلمانية، لا يبقى أمام الأمة إلا الاستمرار في ثورتها حتى تتخلص من كل تبعية للغرب وتقيم الخلافة الراشدة على أنقاض العلمانية والرأسمالية البغيضة، وتبايع خليفة يرعاها ويذود عن حياضها ويحمل الاسلام رسالة إنسانية للبشرية يخرجها من ظلم الرأسمالية وعبودية المادية إلى عدل الاسلام ورحمته.
1-2-2013