نقلتالجزيرة نتعن وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن الرئيس السوري أثناء استقباله الأمين العام لرئاسة الجمهورية الفرنسية كلود جيان، وجان ديفد ليفيت المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي التصريح التالي: (قال الرئيس السوري بشار الأسد إنه من دون قبول "إسرائيل" لمرجعية عملية السلام وقرارات مجلس الأمن ومبدأ الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة عام 1967 فإن السلام لا يمكن أن يتحقق في المنطقة.........وأضافت الوكالة أن اتفاقا جرى أثناء اللقاء حول أهمية تحقيق المصالحة الفلسطينية في أسرع وقت ممكن ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة ووقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي العربية المحتلة فورا وإقامة دولة فلسطينية مستقلة في إطار تحقيق سلام عادل وشامل.)
*****
بالرغم من أن التصريح المذكور للرئيس السوري لا يعد تصريحاً جديداً وبالرغم من أن التصريحات المشابهة له والتي يطلقها الحكام من قطبي الممانعة والموالاة كثيرة وعصية على الحصر إلاّ أن السؤال الذي يقفز إلى الأذهان حال سماع تلك التصريحات هو وماذا لو لم يتحقق السلام؟! ماذا يمكن لحكام المهانة والخزي والعار هؤلاء أن يصنعوا؟! هل سيدق هؤلاء طبول الحرب ويتحركوا تحرك الهزبر للانقضاض على كيان يهود واستئصاله من شأفته؟! أم سيبقون متشبثين بخيارهم الإستراتيجي بالخنوع والذل والتبعية (السلام)؟! وإذا كان عيش كيان يهود في ظل بحر من الأنظمة القائمة في البلدان العربية والإسلامية دون أن يمس بأدنى سوء أو حتى دون أن ينال منه أو من عرضه منباذ أو مجاهر "بالسوء" ممن ظلم على يديه، إذا كان ذلك لا يعد سلاماً في نظر الأسد وغيره من الحكام فما هو السلام؟! هل السلام في نظر هؤلاء هو أن يستولي يهود على دمشق والرياض وجاكرتا ومراكش تحت مسمى التطبيع؟! هل السلام في نظر هؤلاء هو أن يهيمن اليهود على الجزيرة فيعودوا إلى خيبر كما احتلوا القدس وفلسطين؟! وإذا كان الأمر ليس كذلك فما هو السر في دوام ترغيب كيان يهود في السلام؟! ما الأمر الذي يطمع يهود في تحققه في السلام دون أن يطمعوا في تحققه في غيره؟!
إن مسيرة الخزي والعار التي اختطها الحكام وسار عليها أبناؤهم وذريتهم لهي غنية عن الوصف لما امتازت به من تخاذل وانبطاح فاق كل ما هو متصور عند البشر ومن رائحة فاقت كل الروائح في نتنها حتى أزكمت أنف القريب والبعيد.
إن الرئيس السوري لا يستحي عند تكلمه عن رفع الحصار عن غزة وكأن كيان يهود يمكث منه بعد المشرق عن المغرب فلا تطاله مدفعيته ولا صواريخه أو طائراته، وكأن كيان يهود لا يحتل أرض الجولان دون أن يحرك النظام في سوريا ساكناً، وإذا كان حال اللاسلام وفق تسمية الحكام تتيح ليهود البطش والتجبر والظلم والعدوان واحتلال البلدان وإذا كان حال اللاسلام تتيح لكيان يهود أن يضربوا ما شكوا بوصفه مفاعلاً نووياً في سوريا ومن قبله بعقود ضربوا المفاعل النووي العراقي وها هم يتهددون ويتوعدون بضرب المفاعل النووي الإيراني، إذا كان ذلك كذلك فنعمّا هي من حالة-من وجهة نظر يهودية- ولتدم هذه الحالة إلى قيام الساعة، فما الذي يضير يهود ببقائها وهم فيها يصولون ويجولون.
إن خيانة الحكام باتت كالشمس في رابعة النهار وتماديهم في غيهم وتبعيتهم باتت مؤذنة بدنو آجالهم وإن موعداً دنا زمانه وأزفت ساعته سيتلاشى فيه نفوذ الغرب من بلاد المسلمين وتزول منها ركائزهم فيقام فيه الدين وترفع فيه راية التوحيد وتحرر البلاد والعباد من رجس الكافرين لآت لا محالة وحينئذ سيعلم الذين ظلموا وخانوا الأمة وساموها سوء العذاب أي منقلب ينقلبون (إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً).