الجزيرة قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إن الأسابيع الثلاثة المقبلة ستشهد تطورات مهمة وحاسمة في مستقبل القضية الفلسطينية.
وأضاف في تصريحات صحفية أمس الأربعاء أن هناك من المؤشرات ما يؤكد أن الوساطة المصرية ستنجح الأيام القليلة المقبلة في المصالحة الفلسطينية، وإعادة اللحمة إلى العمل الوطني الفلسطيني.
*****
يبدو بأن القضية الفلسطينية باتت في نظر (الوسطاء أو الوكلاء) المصريين مجرد انقسام بين الضفة وغزة وخصام بين فتح وحماس، فلم تعد قضية فلسطين قضية أرض مقدسة احتلت من قبل شذاذ آفاق وأعانهم عليها كافرون حاقدون من أوروبيين وأمريكيين، ولم تعد قضية فلسطين قضية عامة للمسلمين بل باتت -في نظر الحكام- قضية الفلسطينيين ولا علاقة ولا شأن لغيرهم بها اللهم إلا أن يخرجوا في مسيرة هنا ومؤتمر هناك.
لم يبين أبو الغيط -الذي كان يزبد ويربد ويتوعد من قبل كل من اجتاز الحدود المصرية من الفلسطينيين الذين تنتظرهم أيام حاسمة بتكسير الأيدي والأرجل- كيف ستكون الأيام القادمة حاسمة؟ ولم يبين أبو الغيط هل الاتفاق الذي يرتب أوراقه النظام المصري قد حاز على رضا أسياده في واشنطن كما ظهر من الورقة المصرية، أم أنه اجتهاد مصري ومجرد ألهية لتضييع الجهد والوقت؟ كما لم يبين أبو الغيط هل الاتفاق المزعوم سيلبي تطلعات وطموحات اليهود أصحاب السيطرة الفعلية على الأرض الفلسطينية أم أنه سيتبخر عقب التوقيع عليه بلحظات؟ ولم يبين أبو الغيط ما إذا عادت السلطتين سلطة واحدة كيف للفلسطينيين أن يجعلوا أيامهم حاسمة؟ هل بعودتهم موحدين إلى ساحات الوغى أم باتفاقهم على من يمثلهم في مفاوضات الخزي والخنا؟
إنه مما يندى له جبين كل مسلم وكل مصري أن يصبح النظام المصري مجرد وكيل وسمسار للمخططات الأمريكية في المنطقة، فبدل أن يعدّ هذا النظام العدة لقلع كيان يهود وتحرير فلسطين ينشغل في تنفيذ مخططات أسياده في واشنطن تحت مسميات الوساطة والدور المصري الحيادي.
إنه لمن السذاجة والسطحية أن يظن الفلسطينيون الخير والبراءة والنزاهة في دور النظام المصري الذي حاصر أهلنا في غزة وكان عوناً ليهود عليهم وركيزة من ركائز الاستعمار الأمريكي للمنطقة.
كما أنه من المخزي والمشين أن تبقى الفصائل الفلسطينية متناحرة فيما بينها على كراسي ومناصب وانتخابات تعبث في قضية محورية من قضايا الأمة في سبيل فتات من السيادة وأشباه سلطة في الوقت الذي يمر فيه أهل فلسطين ومقدساتهم في أحلك الظروف وأصعبها.
كما أنه من العار أن تبقى تلك الفصائل تدور في فلك المخططات الغربية وترتمي في أحضان الدول الاستعمارية ووكلائها من الحكام وتستبدل العمل على تحرير فلسطين بعمل سياسي تابع مقيت.
إنه زمان قد قلبت فيه الموازين وخارت فيه العزائم، وباتت الأيام الحاسمة في تاريخ زعماء الأمة فارغة من المعنى، فأين أيام الحسم الحقيقية؟ وأين الأمة منها؟ أين أيام الانتصار وتحرير البلدان والقضاء على الأعداء؟ أين تحرير بيت المقدس على يد صلاح الدين وأين معارك حطين وعين جالوت واليرموك والقادسية؟ إنها أيام عز ولّت في زمن هؤلاء الحكام الرويبضات التحوت ولن تعود تلك الأيام سوى بعودة الخلافة الراشدة من جديد، فهلمّوا معاشر المسلمين للعمل مع العاملين المخلصين ليوم ترفعون فيه راية رسولكم وتحررون فيه بلادكم وتنشرون الهدى والخير في ربوع الدنيا بأسرها.