تعج وسائل الإعلام بأخبار تتحدث عن مطالبة السلطة ليهود بإيقاف الاستيطان تارة وبمطالبة أوباما ليهود بتجميد الاستيطان تارة أخرى وآخرها تلك التصريحات التي صرح بها رئيس السلطة من إسبانيا عقب اجتماعه برئيس وزراء الأخيرة، واعتباره تجميد الاستيطان الشرط الأساسي لاستئناف المفاوضات ولحسم موضوع اللقاء الثلاثي الذي يضمه وأوباما ونتياهو، بحسب وكالة معا التي أوردت تفاصيل الخبر. وفي السياق ذاته صرح مساعد نتياهو "بأن الأخير سيسمح بالبناء في المستوطنات قبل اللقاء المذكور وذلك بحسب ما نقلته وكالة رويترز. ونقلت معا يوم 4/4/2009 عن بيان للبيت الأبيض القول "إننا نأسف لتقارير عن خطط إسرائيل لبناء المستوطنات الموافقة إضافية".
***********
لقد بات الاستيطان في تصريحات رجالات السلطة والإدارة الأمريكية مفتاح الحل ومربط الفرس للقضية كما يقولون، فهل قضية الاستيطان قضية حقيقية أم مصطنعة؟! هل الاستيطان يمثل عقبة حقيقية أمام حلول التصفية لقضية فلسطين؟! أم أنه مجرد أُلهيّة تتذرع بها أمريكا للمماطلة والتلاعب بهذه القضية؟! وهل عزّت الأراضي التي تقام عليها مستوطنات على المفاوضين والمفرطين من السلطة والدول العربية أكثر من حيفا ويافا وتل الربيع والقدس؟! أم هي أدوار مسرحية يؤدي كل منهم مشهداً منها لتكتمل أجزاؤها؟! وهل عاد وقف الاستيطان هو الخط الأحمر أو الأصفر الأخير وضاعت في ثناياه عودة اللاجئين والأراضي المحتلة عام 48؟! وهل توقف الاستيطان في عهد حكومات يهود السابقة عندما نمت وتكاثرت جولات الحوار الثنائية والثلاثية والرباعية التي لم تنقطع بين السلطة وحكومة أولمرت وليفني حتى أزكمت رائحتها الأنوف ؟! فما الذي بدا حتى غيّر من هوى القلوب ؟!!
ومن ثم هل اشتراط تجميد أو وقف الاستيطان لاستئناف المفاوضات واللقاءات بين السلطة ويهود حقيقي؟! فهل انقطعت اللقاءات والاجتماعات فيما بينهم؟! ألم يلتق بالأمس القريب وزير الاقتصاد الفلسطيني بوزير التطوير والتنمية "الإسرائيلي"؟! فهل هذه البهرجة والتحضيرات والتسخينات التي تلف لقاء عباس بأوباما ونتياهو هي مجرد ضحك على الذقون أم ليعدّ هذا اللقاء إنجازاً لإدارة أوباما التي باتت خالية الوفاض وعاجزة عن تقديم أي إنجاز أو "اختراق" في أية قضية كانت؟!
إن التفاوض مع يهود هو تضييع فلسطين وهو حرام شرعا سواء توقف الاستيطان أم لم يتوقف، وإن كل لقاء تفاوضي مع زعماء يهود حرام شرعا سواء توقف الاستيطان أم لم يتوقف، ,وإن ما تتطلع إليه أمريكا ودولة يهود من تطبيع مع الدول العربية هو عمل مقصود لجعل كيان يهود السرطاني المحتل كيانا مقبولا لدى شعوب المنطقة، وهو حرام شرعا سواء توقف الاستيطان أم لم يتوقف،
5/9/2009