تعليق صحفي
السلطة ... مفاوضات حتى الرمق الأخير!! ألا ساء ما يصنعون
في رده على تساؤلات صحفية، وسط إشاعات تتحدث عن مغادرة عباس للبلاد وإدارته لشؤون السلطة من الخارج بعيد 26 من الشهر الجاري، تساءل نمر حماد مستشار عباس عن بديل المفاوضات تساؤل المستنكر بالقول (ما البديل الذي يطرحه من يدعون لوقف المفاوضات؟!).
إنّ تمسك أزلام السلطة بالمفاوضات حتى رمقهم الأخير هو ما دفع رئيس دولة يهود بيرس لاعتبار كل من عباس وفياض الأفضل لدولته.
ففي الوقت الذي يزعم حماد أنّ دولة يهود تقوم بأعمال ضد عباس وأنّ مفاوضات عمان لم تسفر عن شيء يذكر، إلا أنّه يؤكد المرة تلو الأخرى أن لا بديل عن المفاوضات وأنّ كل الطرق السلطوية تؤدي إلى المفاوضات، في تمسك عجيب بها لم يضاهيه يوما تغني المنظمة الكاذب بالكفاح المسلح.
إنّ هذه المواقف والتصريحات المخزية تؤكد مرة أخرى على الدور الوظيفي الذي تلعبه السلطة والذي أسست لأجله، وأنها لا تملك أية خيارات أخرى، وكل حديث من قادتها عن بدائل وخيارات لا يعدو ألهيات إعلامية لمحاولة سد الفراغ السياسي الناجم عن فشل مشروع السلطة السياسي.
إنّ سلطة أنشئت في كنف الاحتلال وتقتات على أموال المانحين ويهود لا يمكن لقادتها أن يبصروا الحلول الحقيقية لقضية فلسطين، فأمثال هذه العقليات لا ترى أبعد من أرنبة أنفها ولا تملك الخروج من شرنقة الخضوع والانبطاح أمام يهود والقوى الدولية، وهي غير مؤهلة لتلعب دوراً مصيرياً في تاريخ الأرض المباركة، وستبقى وصمة عار وصفحة كالحة في تاريخ فلسطين.
إنّ قضية فلسطين لا تحتاج لبدائل ولا لأطروحات منمقة أو فلسفية جدلية، فهي أرض أحتلت ولا حل لها سوى تحريرها، وإنّ جند المسلمين، أحفاد الفاروق وصلاح الدين، الذين سيأخذون على عاتقهم تطهيرها وتحريرها من جديد كما فتحها أجدادهم وحرروها من قبل، باتوا يتأهبون لدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة، وبات أهل فلسطين يتطلعون لما ستؤول إليه ثورات الربيع العربي كمقدمة لامتلاك الأمة زمام أمرها، وحينها لن تبقى فلسطين في مخالب يهود، وحينها لن ينفع السلطويون معذرتهم ولهم اللعنة وغضب الأمة.
22/1/2012