تعليق صحفي
أمريكا لا تقيم وزناً لدماء المسلمين فهل نركن إليها أم نتخذها عدوا؟!
أعرب سكان وأقارب الضحايا العراقيين في بلدة حديثة التي قتل فيها 24 شخصا في عام 2005 برصاص القوات الأميركية، عن صدمتهم واشمئزازهم من الحكم المخفف الذي صدر بحق الرقيب الاميركي المسؤول عن المذبحة. حيث أعلن ناطق باسم الجيش الأميركي أن السارجنت فرانك ووتريتش الذي أقر الاثنين أمام محكمة عسكرية بتهمة التقصير في أداء الواجب في قضية مذبحة حديثة التي راح ضحيتها 24 عراقيا في 2005، لن يدخل السجن. وحكم على السرجنت ووتريتش بالسجن 90 يوما ولكنه لن ينفذ هذه العقوبة لأسباب اجرائية، كما قال الناطق.
إزاء هذه الحادثة يهمنا أن نؤكد على الأمور التالية:
1. إن هذا الحكم القضائي المخفف يؤكد أن ارتكاب الضابط لهذه المجزرة البشعة وقتله للمدنيين لم يكن محض إرادة فردية بل سياسة انتهجتها قوات الاحتلال الأمريكي في العراق وأفغانستان، وحاولت دوماً تبريرها بوصفها بالأخطاء الفردية، بينما هي سياسة ممنهجة ترمي إلى إذلال المسلمين وقتلهم دون أن تحسب لهم أي حساب، في محاولة فاشلة منها لترسيخ الهزيمة في قلوب المسلمين وكسر إرادتهم.
2. إن هذا القرار يؤكد مرة أخرى زيف ادعاءات حقوق الإنسان التي تتغنى بها أمريكا، وأن تلك الدعاوى ليست حقيقية بل ذرائع لخدمة الأجندات السياسية، وإلا أين حقوق المدنيين العزل الذي لاقوا مصرعهم جراء اطلاق نار عشوائي متعمد من محتل غاشم؟!
3. إن اللاهثين خلف "العدالة" أو "الوساطة" أو "المساعدات المالية" الأمريكية لن يجنوا سوى السم الزعاف، وفي ذلك رسالة لكل من يرجو خيراً أو نزاهة من الإدارة الأمريكيةً، ولعل سجن جوانتنامو وأبو غريب والدعم اللامتناهي ليهود المحتلين مثال آخر لهذه "العدالة!".
4. إن امريكا هي أمريكا، والمسلمون هم المسلمون مهما اختلفت اقطارهم، لذا فلا يصح أن يلدغ المؤمن من جحره مرتين، فلا يصح أن ينخدع الثائرون في البلدان العربية بمعسول تصريحات الأمريكان أو إعلاناتهم عن توفير الدعم المالي لبلدان الربيع العربي، وليعلموا أن الذي كواهم بلظى الأنظمة والحكام الجبريين هم الأمريكان والاوروبيون المستعمرون، فهل نرتمي في أحضان أعدائنا إن كنا من الواعين.
5. إن كل تنسيق مع الإدارة الأمريكية، وإشراكها في إدارة ملفات البلاد العربية، هو ترسيخ لنفوذها الاستعماري في المنطقة وهو تغاضي عن حقيقة العداء والحقد الدفين للمسلمين والذي كان هذا الحكم القضائي شاهداً عليه.
6. إن على المسلمين، وخصوصاً الحركات في البلدان الثائرة، أن يعلنوا -انتقاماً لكل الدماء التي أريقت على يد المجرمين الأمريكان في العراق وافغانستان- حالة العداء مع أمريكا فيطردوا سفراءها ودبلوماسييها ويقطعوا كل وشيجة ترتبطهم بها، وأن يتبرؤوا من كل من ركن إليها أو حكمها في قضايا المسلمين.
(إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا)
(لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ)
26-1-2012